​انقسام حاد بإسرائيل بين حسم عسكري وإنقاذ الأسرى.. تفاصيل

2025.08.30 - 07:38
Facebook Share
طباعة

تتجه إسرائيل نحو مفترق طرق حاد في إدارة صراعها مع غزة، حيث تتداخل الضغوط الداخلية مع التحديات الدولية، لتضع الحكومة أمام اختبار صعب بين مواصلة الحملة العسكرية أو تبني استراتيجية تفاوضية لتأمين حياة الرهائن. التطورات الأخيرة تشير إلى توحد كبار القادة العسكريين الإسرائيليين في موقف حاسم أمام المجلس الوزاري الأمني، يطالبون فيه بالقبول بالصفقة المقترحة لوقف إطلاق النار، والتي يمكن أن تُجنب البلاد خسائر بشرية كبيرة، لكنها تأتي مقابل مخاطر سياسية واستراتيجية محتملة.


التقرير الأخير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" يكشف أن رئيس هيئة الأركان العامة، إيال زامير، مدير الموساد دافيد بارنيا، ومستشار الأمن القومي تساحي هانيغبي، يستعدون لتقديم موقف موحد أمام المجلس الوزاري الأمني، يدعون فيه لاعتماد الاتفاق العربي لوقف النار وإطلاق سراح الرهائن. الاتفاق يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن ودفعات من جثث 18 رهينة قُتلوا، على أن تتم خلال هدنة مدتها 60 يوماً، مع مفاوضات لاحقة حول شروط إطلاق سراح باقي الرهائن وإنهاء دائم للصراع.


لكن هذا الخيار يطرح أسئلة حادة حول جدية القيادة الإسرائيلية، وقدرتها على وضع خطة واضحة لحماية المدنيين دون المخاطرة بالمزيد من الأرواح. استطلاع قناة 12 أظهر أن 60% من الإسرائيليين يفضلون تأمين صفقة للرهائن قبل أي هجوم على غزة، مقابل 31% يرون أن السيطرة العسكرية على المدينة أولوية، مما يعكس الانقسام العميق داخل المجتمع الإسرائيلي ويزيد من هشاشة القرارات السياسية.


على الأرض، تعكس عملية استعادة جثة الرهينة إيلان فايس وبقايا رهينة ثانية، التحديات الأمنية الضخمة التي تواجه الجيش الإسرائيلي، والتي تتناقض مع الصورة الرسمية التي تحاول القيادة رسمها للعلن عن "حسم الحملة العسكرية".

 


هذه الصفقة، وإن بدت حلاً مؤقتًا، تكشف فشل القيادة الإسرائيلية في التوازن بين استراتيجيتها العسكرية وواجباتها الإنسانية والدبلوماسية. المغامرة الحالية ليست مجرد رهانات على الرهائن، بل اختبار مباشر لكفاءة الجيش والحكومة في إدارة حرب مستمرة منذ أشهر، وسط ضغط شعبي دولي وداخلي متصاعد. أي رفض للصفقة سيزيد من المخاطر على المدنيين، ويعرض إسرائيل لمزيد من العزلة السياسية، في حين أن القبول بها قد يمنح حماس مكاسب معنوية وسياسية، ويبرز محدودية السيطرة الإسرائيلية على مجريات الصراع.

في النهاية، القيادة الإسرائيلية تواجه الآن معضلة حقيقية: استمرار المغامرة العسكرية على حساب حياة الرهائن، أو قبول هدنة مشوبة بالمخاطر، وهو اختبار صارخ لقدرتها على إدارة أزمة معقدة تتشابك فيها السياسة، الحرب، والضغط الدولي.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10