القسام يؤكد أن معركة غزة ستقلب حسابات الاحتلال

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.30 - 12:14
Facebook Share
طباعة

دخول الحرب على غزة يومها الـ693 يكشف أن إسرائيل ما زالت تراهن على خيار الحسم العسكري، إعلان الجيش الإسرائيلي بدء "العمليات التمهيدية" للهجوم على مدينة غزة، يقابله خطاب مضاد من كتائب القسام التي تؤكد استعدادها لمعارك طويلة الأمد واستنفار مقاتليها، التباين يعكس معادلة معقدة: الاحتلال يسعى لإظهار تقدم أمام جمهوره الداخلي، في حين أن المقاومة تراهن على استنزاف قواته ومنع فرض واقع سياسي جديد في القطاع.

التصريحات الأخيرة للناطق باسم القسام أبو عبيدة تحمل بعدين أساسيين: الأول عسكري يتمثل في التهديد بتوسيع المواجهة وإيقاع خسائر مباشرة بقوات الاحتلال، والثاني معنوي وسياسي عبر الإعلان المسبق عن نية نشر أسماء وصور أي أسير يُقتل خلال العدوان.
هذا التوجه يهدف إلى إضعاف الرواية الإسرائيلية وخلق ضغط داخلي على حكومة نتنياهو التي تواجه بالفعل انتقادات بسبب استمرار الحرب دون تحقيق أهداف حاسمة.

في المقابل، التحذيرات الصادرة من وزارة الصحة في غزة بشأن "موت جماعي" متوقع تعكس المأساة الإنسانية التي ترافق العملية العسكرية. فالأرقام – أكثر من 63 ألف شهيد و159 ألف جريح منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 – تكشف عن حجم الكارثة التي تجاوزت أي وصف، فيما يصر السكان على البقاء ورفض النزوح رغم تهديدات الاحتلال، وهو ما يضيف عنصراً من التعقيد أمام خطط إسرائيل للسيطرة على المدينة.

الضفة الغربية تشهد بالتوازي تصعيدًا ملحوظًا، سواء في نابلس أو الخليل، حيث تتداخل اعتداءات المستوطنين مع الاقتحامات العسكرية اليومية. هذا التزامن بين غزة والضفة يبين أن إسرائيل تواجه جبهات متعددة، ما يضعف قدرتها على فرض الاستقرار في أي منطقة. بل إن الحديث عن خطط لاستبدال زعماء عشائر بقادة من السلطة الفلسطينية في الخليل يعكس محاولة إسرائيلية لإعادة تشكيل البنية الاجتماعية والسياسية للمدن، في خطوة قد تثير مزيدًا من التوتر بدل أن تخفف حدة الصراع.

الخلفية الأساسية لهذه التطورات أن إسرائيل تحاول فرض معادلة جديدة قبل أي تسوية محتملة على الساحة الدولية، خاصة في ظل تصاعد الضغوط بسبب الإبادة المستمرة في غزة
. فهي تسعى لإظهار سيطرة عسكرية على الأرض وتغيير في الضفة، بما يضمن لها أوراق تفاوضية لاحقًا لكن في المقابل، استمرار الاستنزاف الميداني وخسائرها البشرية والمادية، إلى جانب الكارثة الإنسانية التي تثير ردود فعل دولية متزايدة، يجعل هذا الرهان محفوفًا بالمخاطر.

بإيجاز، إسرائيل تحاول عبر تصعيدها في غزة والضفة إرسال رسالة أنها ما زالت صاحبة اليد العليا، لكن مسار الأحداث يشير إلى أن معادلة القوة وحدها قد لا تكفي لحسم صراع يزداد تشابكًا وتداخلاً مع كل يوم يمر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1