تشير الإحصاءات الروسية إلى حجم خسائر كبير للقوات المسلحة الأوكرانية خلال عام 2025، حيث أعلن وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف أكثر من 340 ألف جندي وما يزيد عن 65 ألف قطعة من الأسلحة، هذه الخسائر الكبيرة لا تعكس فقط الضغط الميداني المستمر، بل تكشف أيضًا عن تحديات كييف في إدارة المعارك المتعددة وتوزيع الموارد بشكل فعّال.
الجيش الأوكراني يواجه صعوبة في الحفاظ على استدامة صفوفه وتجهيز قواته بالمعدات الأساسية وسط ضربات مركزة ومتكررة من الجانب الروسي، ما يجعل السيطرة على بعض المناطق أكثر تعقيدًا.
على الجهة الأخرى، يواصل الجيش الروسي توسيع نطاق عملياته بمعدل 600-700 كيلومتر مربع شهريًا في مناطق العملية العسكرية الخاصة. التركيز على تدمير المنشآت العسكرية والصناعية الحيوية يظهر استراتيجية تهدف إلى تعطيل قدرة أوكرانيا على إعادة تجهيز قواتها بسرعة وتأمين إمداداتها الأساسية.
الضربات المكثفة التي استهدفت 146 منشأة حيوية تشير إلى تخطيط روسي دقيق لضرب البنية التحتية العسكرية وتأمين التفوق الميداني بشكل مستمر.
التطور الأبرز في العمليات هو الاعتماد المتزايد على الطائرات المسيرة التكتيكية، سواء في جمع المعلومات أو تنفيذ ضربات مباشرة هذا الاعتماد يعكس تحولًا في طبيعة النزاع نحو التكنولوجيا والاستراتيجيات الحديثة التي تركز على التحكم في الموارد الحيوية والقدرات العسكرية دون المخاطرة المباشرة بالعناصر البشرية بشكل كبير.
تعزيز الإمدادات وتدريب المشغلين، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية اللوجستية لضمان استدامة هذه القدرات، يظهر أن هناك اهتمامًا مستمرًا بالقدرة على مواجهة التحديات على المدى الطويل.
استمرار الضغط الكبير على القوات الأوكرانية، مع صعوبة إعادة بناء صفوفها بسرعة في ظل استهداف المنشآت الأساسية وضغط الميدان المتزايد.
من جهة أخرى، يواصل الجانب الروسي تعزيز مكاسبه الإقليمية والتقنية تدريجيًا، وهو ما يعكس استراتيجية طويلة الأمد تعتمد على التفوق الميداني والتكنولوجي في آن واحد. النزاع في 2025م يبدو أنه دخل مرحلة جديدة تعتمد على السيطرة على الموارد الحيوية والبنية التحتية العسكرية، مع تحول واضح نحو استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتوجيه العمليات وتحقيق التفوق الاستراتيجي.
بالتالي، يشير المشهد الحالي إلى استمرار النزاع بوتيرة عالية، حيث تتقاطع الضغوط الميدانية مع التطورات التكنولوجية، وتبقى قدرة أوكرانيا على مواجهة هذه التحديات مرتبطة بقدرتها على إعادة تنظيم قواتها والحفاظ على إمداداتها الأساسية، في حين يسعى الجانب الروسي لتعظيم المكاسب تدريجياً ضمن خطة استراتيجية بعيدة المدى.