الصواريخ بدل المفاوضات: كيف ردت روسيا على دعوات السلام؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.29 - 05:07
Facebook Share
طباعة

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف ليلة دامية بعد هجوم صاروخي كثيف أدى إلى مقتل 23 شخصاً على الأقل، بينهم أربعة أطفال، وإصابة 38 آخرين، أكثر من عشرين موقعاً في المدينة تعرض لأضرار جسيمة، شملت مباني سكنية ومكاتب حكومية ودبلوماسية، في واحدة من أكبر الضربات الجوية منذ اندلاع الحرب الروسية في فبراير 2022م

استهداف مؤسسات دولية:

الهجوم لم يقتصر على الأحياء السكنية، بل طال مؤسسات أوروبية وبريطانية، مكاتب الاتحاد الأوروبي في كييف تضررت بشكل كبير جراء موجة الانفجار، فيما أصيب مبنى المجلس الثقافي البريطاني بأضرار واسعة، الصور أظهرت نوافذ محطمة ومدخلاً مغطى بالحطام، تعد هذه المرة الأولى التي تُستهدف فيها منشأة بريطانية رسمية منذ بداية الغزو.

تفاصيل الضربة:

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن البلاد استُهدفت بـ629 صاروخاً وطائرة مسيرة خلال ساعات الليل، بينها 11 صاروخاً باليستياً، 20 صاروخاً مجنحاً، و598 طائرة مسيرة من طراز شاهد.
ورغم اعتراض معظمها، نجحت بعض الصواريخ عالية السرعة في الوصول إلى أهداف حساسة، ما تسبب بخسائر بشرية ومادية جسيمة.

ردود الفعل الأوروبية:

أدانت العواصم الأوروبية الهجمات بشدة، بريطانيا استدعت السفير الروسي في لندن رداً على الأضرار التي لحقت بالمجلس الثقافي البريطاني، فيما أكد وزير الخارجية ديفيد لامي أن القتل والتدمير يجب أن يتوقفا فوراً. رئيس الوزراء كير ستارمر وصف الضربات بأنها "عبثية" واتهم روسيا بتقويض آمال السلام.

من جانبها، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن القصف يبرهن على أن الكرملين لا يتورع عن قتل المدنيين واستهداف المؤسسات الأوروبية، معلنة عن حزمة جديدة من العقوبات ضد موسكو.
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرز شددا بدورهما على أن روسيا لا ترغب في التفاوض لإنهاء الحرب.

الموقف الأمريكي:

الهجوم وضع الإدارة الأمريكية في موقف حرج المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كيث كيلوج، قال إن هذه الضربات تهدد مباشرة مبادرات السلام التي طرحها ترامب مؤخراً بعد لقائه بوتين في ألاسكا. البيت الأبيض أوضح أن ترامب كان "غير سعيد" بالهجوم لكنه لم يتفاجأ، مجدداً دعوته "كلا الجانبين" إلى إنهاء الحرب.

الموقف الأوكراني:

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اعتبر أن ما جرى يثبت رفض روسيا للسلام وقال إن موسكو اختارت الصواريخ الباليستية بدلاً من طاولة المفاوضات، ودعا المجتمع الدولي إلى تشديد العقوبات والضغط على الكرملين لوقف التصعيد.

تصعيد أم رسالة سياسية:

الهجوم جاء بعد فترة هدوء نسبي شهدتها كييف خلال شهر أغسطس، ما يعكس استعداد روسيا للعودة إلى حملة القصف المكثف للمدن.
استهداف مؤسسات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حمل أيضاً رسالة سياسية واضحة، مفادها أن موسكو غير معنية بجهود الوساطة، وأنها مستعدة لاستخدام الضغط العسكري حتى ضد القوى الغربية التي تحاول دفعها إلى المفاوضات.

الخطوات المقبلة:

من المقرر أن يجتمع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن لمناقشة الرد المناسب على التصعيد، مع التركيز على زيادة الضغط والعقوبات على روسيا وتقديم ضمانات إضافية لأوكرانيا. من المتوقع أن تتصدر هذه التطورات مداولات القادة الأوروبيين خلال الأيام المقبلة، في وقت يتجه فيه الصراع نحو مرحلة أكثر حدة وتعقيداً. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8