الإنزال الإسرائيلي في الكسوة… قراءة في رسائل غير معلنة

وكالة أنباء آسيا

2025.08.28 - 05:13
Facebook Share
طباعة

كتب فراس طلاس تعليقًا على الإنزال الإسرائيلي الأخير في منطقة الكسوة، معتبرًا أن ما جرى لا يدخل في سياق اتفاق أمني معلن أو غير معلن بين دمشق وتل أبيب، بل يعكس طبيعة السياسة الإسرائيلية التي تقوم على الاستباحة المستمرة.

الاستباحة كقاعدة

يرى طلاس أن الأساس في تعامل إسرائيل مع محيطها هو الاستباحة دون قيود. فهي لا تحتاج إلى غطاء قانوني أو اتفاقات لتبرير عملياتها العسكرية، بل تتصرف انطلاقًا من قاعدة التفوق المطلق وعدم الخوف من الرد. وهذا ما يجعل دمشق عاجزة ومربكة أمام الرأي العام؛ فهي لا تملك سوى أن ترفع شعار "السلام"، لكنها تُضرب في الوقت نفسه، من دون أن تتمكن من إيقاف الاعتداءات.

ضعف دمشق وتآكل أوراق القوة

يؤكد طلاس أن النظام السوري لم يعد يملك أظافر أو أسنانًا فعلية، وأن القوة الوحيدة التي بقيت على الأرض تتمثل في مجموعات جهادية تحاول دمشق إنكار وجودها أو التبرؤ منها. وبذلك يظهر النظام في موقع العاجز تمامًا عن التأثير، لا في ميزان الردع ولا في ميزان المساومات السياسية.

ما بين السياسة والأمن

الحل، بحسب طلاس، لا يكمن في رفع شعارات فارغة أو الاستقواء بحلفاء خارجيين، بل في بناء علاقات سورية مركبة ومعقدة، تدمج بين الأمن والسياسة والاقتصاد. أي سياسة وطنية سورية لا قطرية ولا تركية، بل استراتيجية تحمي مصالح دمشق الحقيقية وتتيح لها لعب دور إقليمي واقعي. ويشدد على أن ما تحتاجه سوريا اليوم هو سياسة ذكية نظيفة، بعيدة عن أساليب "السياسات القذرة" التي مارسها الأسد الأب ثم الابن.

الإنزال في الكسوة ليس مجرد عملية عسكرية عابرة، بل رسالة مركبة من إسرائيل إلى دمشق مفادها: "لا خطوط حمراء". وفي المقابل، يكشف تعليق طلاس عن قناعة بأن أي تغيير في المعادلة لن يأتي من الخارج، بل من إعادة صياغة السياسة السورية نفسها على أسس جديدة تتجاوز عقلية الاستباحة والفساد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7