هل تراقب روسيا أسلحة أمريكا؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.28 - 05:10
Facebook Share
طباعة

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولين أمريكيين اكتشفوا تحليق طائرات استطلاع روسية بدون طيار فوق طرق النقل العسكري الأمريكية في ألمانيا بعض الطائرات مصنوعة في إيران، وركزت على مسارات نقل الأسلحة الأمريكية وحلفاء واشنطن، بهدف جمع معلومات استخباراتية يمكن أن تساعد روسيا في حروبها ضد أوكرانيا. مسؤولون عسكريون أمريكيون وأوروبيون أبدوا قلقاً شديداً من هذا النشاط المتكرر.

العمليات الروسية تهدد الأمن الأوروبي:

الطائرات المسيرة تعمل ضمن جهود روسية مستمرة لجمع معلومات حول أسلحة أوكرانيا وحركة الإمدادات، فيما يعرف بأنشطة تجسس ميدانية واسعة. الهجمات الروسية في أوروبا، بما في ذلك حرائق في مستودعات ببريطانيا ومحاولات تخريب سد في النرويج، تهدف إلى تقويض البنية التحتية ودفع القارة إلى مواجهة مباشرة مع الحرب في أوكرانيا.
ألمانيا بدأت تعزيز دفاعاتها الجوية في قواعدها العسكرية، بعد تسجيل محاولات الطائرات المسيرة الاقتراب من المناطق الحيوية، ما خلق حالة استنفار أمني متواصل.

التعاون الاستخباراتي الأمريكي-الأوروبي:

التقارير أفادت بأن الولايات المتحدة وألمانيا تعملان معاً لتقييم التهديدات الروسية، وقد أدى التعاون إلى اعتقال ثلاثة رجال أوكرانيين في مايو بعد اكتشاف مؤامرة لاستهداف طائرات نقل أمريكية.
هذه العملية كشفت شبكة محلية مرتبطة بالجهود الروسية للتخريب، حيث كان الهدف تعطيل اللوجستيات العسكرية ومنع وصول الإمدادات إلى أوكرانيا.

مصادر التمويل والمعدات:

بعض الطائرات المسيرة المستخدمة في عمليات المراقبة صُنعت في إيران، وربما انطلقت بعض الرحلات من سفن في بحر البلطيق.
مسؤولون غربيون تابعوا رحلات الطائرات ولم يتمكنوا من تحديد كل مصادرها بدقة، لكنهم ربطوا النشاط بوكالات استخبارات روسية ومجموعات تعمل تحت إشراف موسكو.

أثر النشاط على الخطط العسكرية:

تتبع الطائرات المسيرة يتيح لروسيا معرفة الشركات المنتجة للأسلحة، مسارات الشحن، وأوقات النقل، ما يضيف بعداً استراتيجياً للمعلومات الاستخباراتية.
تحركات الطائرات تمكن الجيش الروسي من التخطيط لأي عمليات تخريب مستقبلية بشكل أكثر دقة، خاصة إذا قررت روسيا تصعيد الضغط على أوروبا أو استهداف البنية التحتية العسكرية.

اتجاهات الهجمات الروسية:

أوضح تقرير سابق لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن الهجمات الروسية في أوروبا تضاعفت أربع مرات بين 2022 و2023، ثم تضاعفت ثلاث مرات مرة أخرى بين 2023 و2024م.
في النصف الأول من العام الحالي، سجلت أربع حوادث تخريبية فقط، ما يعكس فعالية الجهود الأوروبية والأمريكية للحد من النشاط الروسي، رغم استمرار القدرة على التخطيط للهجمات.

تحركات أوروبا لمواجهة التهديد:

ألمانيا حسنت أنظمة الدفاع ضد الطائرات المسيرة في القواعد العسكرية وركزت على مراقبة الطرق التي تمر عبرها الإمدادات الأمريكية.
التنسيق الاستخباراتي مع واشنطن يضمن متابعة دقيقة لأي نشاط روسي محتمل، ويجعل التخطيط الروسي أكثر صعوبة، خصوصاً بعد التدقيق المتزايد في تحركات الأفراد المشتبه في تعاونهم مع موسكو.


تحليق الطائرات الروسية فوق طرق نقل الأسلحة في ألمانيا جزء من استراتيجية واسعة للحصول على معلومات دقيقة عن تحركات الإمدادات العسكرية الأمريكية وحلفائها، مع إمكانية استغلالها في عمليات تخريبية مستقبلية. التدابير الأوروبية والأمريكية للحد من هذه التهديدات تعزز الرقابة الاستخباراتية والأمنية، لكنها لا تلغي احتمالية محاولات جديدة لتقويض النقل العسكري، ما يجعل المراقبة المستمرة والتنسيق الدولي أمرين ضروريين للحفاظ على الاستقرار العسكري في المنطقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4