غزة تحت الأنقاض: حصيلة الحرب الإسرائيلية بعد 23 شهراً

2025.08.28 - 07:45
Facebook Share
طباعة

أظهرت صور الأقمار الصناعية الأخيرة، وفق تحليل الباحث آدي بن نون من مركز نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة العبرية، أن نحو 80 بالمئة من مدينة غزة مدمرة بالكامل بعد أكثر من 23 شهراً من الحرب الإسرائيلية المستمرة. هذا الرقم الهائل يعكس حجم الكارثة الإنسانية والدمار المادي الذي يعانيه سكان المدينة.

 

وقالت "القناة 12" العبرية، الأربعاء، إن تحليل الصور أظهر تدمير ما لا يقل عن 36 ألف مبنى، أي ما يعادل 80 بالمئة من المباني التي كانت موجودة قبل اندلاع الحرب. وأكد التقرير أن الدمار غير موزع بالتساوي بين أحياء المدينة:

أحياء الأكثر تضرراً: حي الشجاعية (شرق)، حي النصر (شمال)، ومخيم الشاطئ (غرب)، حيث لم يتبق سوى نسبة ضئيلة من المباني.

أحياء متضررة جزئياً: حي الرمال (وسط وجنوب)، حي التفاح (شرق)، وأجزاء من المدينة القديمة، حيث لم يتبق سوى ما بين 25 و39 بالمئة من المباني.

أحياء أقل تضرراً نسبياً: منطقة الدرج في وسط المدينة، حيث بقي حوالي 40 بالمئة من المباني.


وحذر التقرير من أن الجنود الإسرائيليين الذين سيقتحمون المدينة المكتظة بالسكان سيواجهون تحديات قتالية كبيرة تشمل شوارع ضيقة، آلاف الأنقاض، كمائن، أفخاخ متفجرة، وأنفاقاً تحت الأرض.

شالوم بن حنان، الرئيس السابق للقسم بجهاز الأمن العام "الشاباك" والباحث في معهد سياسات مكافحة الإرهاب بجامعة رايخمان، وصف هذه التحديات قائلاً: "لا يمكنك دخول مبنى قائم بالمشي بشكل طبيعي دون أن تدوس على الأنقاض، أو تسقط في الحفر، أو تنهار عليك الجدران". وأضاف أن الأدوات الهندسية التقليدية لن تكفي لرفع الأنقاض وأن هناك صعوبة كبيرة في التعامل مع المباني المتضررة والتي تشكل خطراً على الجنود.

كما أكد بن حنان أن الأنفاق التي تحت المباني تشكل تهديداً أكبر من المباني نفسها، لأنها تتيح نصب الكمائن وصعوبة تدميرها من الجو، محذراً من أن القتال في المدينة سيكون معقداً للغاية.

وأشار التقرير إلى استعداد كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية للحملة كما لو كانت "الحملة الأخيرة" في الحرب، مع توقعات بأن حماس ستستخدم كافة أسلحتها ومواردها في مواجهة القوات الإسرائيلية.

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، خلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية أكثر من 62 ألف قتيل فلسطيني و158 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 313 فلسطينياً بينهم 119 طفلاً.

 

الحكومة الإسرائيلية أقرت في 8 أغسطس 2025 خطة لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجياً بدءاً من مدينة غزة، وسط تجاهل دولي واسع للنداءات الإنسانية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات. ويظهر تحليل صور الأقمار الصناعية حجم الكارثة الواقعية التي تواجه سكان المدينة، فيما يستعد الجيش الإسرائيلي لدخول منطقة تعج بالدمار والمخاطر الأمنية، في حين تواجه حماس مرحلة حاسمة في الدفاع عن المدينة.

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9