تصعيد حماس والضغوط الأميركية: قراءة في خلفيات الجمود السياسي
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
تصريحات حركة «حماس» الأخيرة تجاه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تعكس استراتيجية محسوبة تهدف إلى إعادة رسم صورة الأزمة في غزة أمام الرأي العام الدولي. الحركة اختارت في خطابها الرسمي تحميل إسرائيل المسؤولية عن تعطيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مع إبراز موافقتها المبكرة على المبادرة المقدمة من الوسيطين المصري والقطري، وهو ما يشير إلى رغبتها في توجيه الرسائل السياسية والدبلوماسية بأنها الطرف المتعاون والمسؤول.
الخطاب يأتي أيضاً في سياق استغلال الحركة للفجوة القائمة بين الموقف الأميركي ودور إسرائيل في إدارة الأزمة. تصريحات المبعوث الأميركي التي اتهمت حماس بعرقلة المفاوضات تُستغل من قبل الحركة لتأكيد الانحياز الأميركي الواضح لإسرائيل، وخلق قاعدة تبريرية لرفض أي تفسيرات خارجية قد تلومها على الجمود. هذه الخطوة جزء من استراتيجية طويلة الأمد لكسب التعاطف الدولي وتعزيز موقفها التفاوضي، خصوصاً مع استمرار الحصار والضغوط الميدانية على قطاع غزة.
من الناحية السياسية، يعكس الموقف حالة الشلل الدبلوماسي بين الأطراف المعنية، حيث تبقى المبادرات الإنسانية معلقة أمام تعنت إسرائيل وعدم تجاوبها مع المقترحات الأخيرة. كما تكشف تصريحات الحركة عن محاولتها تفكيك الرواية الإسرائيلية التي تركز على تصويرها كطرف مسؤول عن فشل المفاوضات، وهو جزء من معركة إعلامية متواصلة تستهدف وسائل الإعلام الدولية والوسطاء الدوليين.
في الجانب الاستراتيجي، يمكن فهم هذه التصريحات ضمن سياق توازن القوى الإقليمي، إذ تسعى حماس إلى تعزيز دورها كلاعب رئيسي في المنطقة، واستغلال أي انقسام أميركي إسرائيلي لتعظيم مكاسبها التفاوضية والسياسية.
كما يعكس الخطاب اهتمام الحركة بالضغط النفسي على إسرائيل والوسطاء، لإعادة توجيه النقاش الدولي نحو مسؤولية الاحتلال عن تدهور الوضع الإنساني في غزة، خصوصاً مع استمرار العمليات العسكرية وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.
التحليل أن هذا التصعيد الإعلامي والسياسي ليس مجرد رد فعل عاطفي، بل جزء من استراتيجية مدروسة لتثبيت مكانة حماس كطرف أساسي في المفاوضات الدولية، وتحويل الجمود السياسي إلى فرصة لإعادة صياغة موازين القوى على الأرض وفي السياسة الدولية.
