أسباب تعطيل إسرائيل لوقف إطلاق النار؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.27 - 11:59
Facebook Share
طباعة

تأخر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يعكس أولويات إسرائيل السياسية والعسكرية، بعيداً عن أي اعتبار للحقوق الإنسانية للفلسطينيين. تعثر المفاوضات ليس حادثًا عرضيًا، بل نتيجة سلسلة من السياسات المقصودة التي تهدف إلى تعزيز النفوذ الإسرائيلي والتحكم في أي تسوية مستقبلية.

أحد الأسباب الرئيسية لتعطيل وقف النار هو السعي لضمان التفوق العسكري والسيطرة الميدانية على المناطق الاستراتيجية داخل غزة. هذه السيطرة تمنح إسرائيل هامشًا أكبر في أي مفاوضات مستقبلية، وتتيح لها فرض شروط أحادية الجانب تضمن مصالحها، سواء على المستوى الأمني أو السياسي.

ثانيًا، هناك دوافع تتعلق بالضغط الداخلي على الفلسطينيين واستنزاف بنيتهم الاجتماعية والاقتصادية، استمرار الحصار والقصف المستمر يؤدي إلى تراجع قدرة القطاع على مقاومة الضغوط، ويضع الفلسطينيين في موقف صعب يجعلهم أقل قدرة على المطالبة بحقوقهم الأساسية.

ثالثًا، تأتي الدوافع السياسية الداخلية في إسرائيل، حيث تستخدم الحكومة موقفها التفاوضي كأداة لإظهار القوة أمام الجمهور المحلي. إدارة الصراع على أنه خيار حاسم وحماية للمصالح الوطنية تساعد قادة إسرائيل على تعزيز موقفهم السياسي، خصوصًا في ظل أي ضغوط دولية تتعلق بوقف إطلاق النار.

وفق وكالة الأنباء الفلسطينية، هذه الاستراتيجية تجعل أي محاولات لوقف إطلاق النار محدودة المفعول، لأن إسرائيل تميل إلى التعامل مع المبادرات الدولية كفرصة لإعادة ترتيب أولوياتها، وليس كوسيلة لتحقيق تسوية حقيقية.


أن الوسطاء الدوليين يواجهون صعوبة كبيرة في التوفيق بين موقف إسرائيل العسكري والسياسي وبين الواقع الإنساني المتدهور في القطاع. أي اتفاق يفتقر إلى التزام واضح من إسرائيل بالمبادئ الإنسانية سيكون معرضًا للفشل، مهما كانت الجهود الدولية لضمان التنفيذ.

باختصار، أسباب تعطيل إسرائيل لوقف النار تتجلى في الجمع بين أهداف عسكرية، واستراتيجيات ضغط على الفلسطينيين، واعتبارات سياسية داخلية، وهو ما يجعل أي تقدم حقيقي مرهونًا بالضغط الدولي المستمر وفرض مراقبة جدية على تنفيذ أي اتفاق محتمل. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7