"نقف معاً": أصوات إسرائيلية تكشف زيف الحرب وتدعم فلسطين

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.27 - 10:34
Facebook Share
طباعة

الحرب المستمرة على غزة أدت إلى دمار واسع ومعاناة غير مسبوقة للفلسطينيين كل عملية عسكرية، مهما كان حجمها، لم تنهي الأزمة، بل زادت من الفقدان والدمار وتعميق الحصار، ما دفع ملايين الفلسطينيين إلى النزوح والمعاناة في ظروف مأساوية.
وسط هذا الواقع، يبرز حراك "نقف معاً" كصوت نادر داخل المجتمع الإسرائيلي يرفض استمرار العدوان ويركز على العدالة للفلسطينيين كشرط أساسي لأي أمان مستقبلي. الحراك يؤكد أن الاحتلال والحصار ليسا مجرد أدوات عسكرية، وانما جذور الأزمة التي تمنع أي مسار حقيقي للسلام، وأن استمرار الحرب لن يؤدي إلا إلى دوامة جديدة من الخسائر والمعاناة.

الأنشطة الميدانية للحراك كانت واضحة ومؤثرة، أطلق الحراك حملة واسعة لإغاثة سكان غزة، جمع خلالها أكثر من 400 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.
المشاركة كانت واسعة وممتدة، شملت الفلسطينيين في الداخل وعشرات الآلاف من المتطوعين اليهود، ما أبرز قدرة التعاون بين المجتمعات المختلفة على مواجهة السياسات الحكومية التي تعتمد التجويع كسلاح حرب هذه الحملات لم تكن مجرد تبرعات، بل رسالة تضامن ملموسة تقول إن الفلسطينيين ليسوا وحدهم وأن العدالة الإنسانية يمكن أن تجد أصواتاً داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.

توسع الحراك أيضًا إلى مبادرة "الحرس الإنساني"، التي أسست لمرافقة قوافل المساعدات عند حاجز ترقوميا وحمايتها من اعتراض المستوطنين المتطرفين.
المبادرة لم تمنع فقط الهجمات على القوافل، بل أظهرت قدرة المجتمع المدني على فرض نوع من الردع الرمزي والسياسي، وأجبرت الشرطة الإسرائيلية على التدخل لضمان مرور المساعدات، ما رفع مستوى الوعي العام بخطورة ممارسات الاحتلال وسياساته في غزة. هذه الجهود امتدت لتشمل حماية الممتلكات الفلسطينية في القدس ودعم الطلاب الذين تعرضوا للفصل أو الطرد من المؤسسات التعليمية بسبب مواقفهم المناهضة للعدوان، ما يوضح أن الحراك لا يركز فقط على غزة، بل على مواجهة السياسات القمعية داخل إسرائيل نفسها.

ما يميز حراك "نقف معاً" هو الجمع بين العمل الميداني والمشروع السياسي، يسعى لبناء حركة جماهيرية تضم مواطنين فلسطينيين ويهوداً يرفضون الحرب ويرغبون في مستقبل مشترك يقوم على العدالة والمساواة.
كل نشاط يقوم به الحراك، سواء جمع المساعدات أو حماية المدنيين، يعكس رفضاً قوياً للسياسات الإسرائيلية التي تدمر غزة وتزيد الكراهية والعداء، ويقدم نموذجًا عمليًا على إمكانية التغيير من الداخل.

الأصوات داخل إسرائيل تؤكد أن دعم فلسطين ليس مسؤولية الفلسطينيين والعرب وحدهم، بل قضية أخلاقية وإنسانية تتجاوز الحدود، وأن السلام والحرية للفلسطينيين هما شرطان ضروريان لأمان إسرائيل نفسها.
الحراك شكل مؤشرًا واضحًا على أن المقاومة المدنية والدعوة للعدالة يمكن أن تكون أداة قوية لمواجهة الحرب، وأن المستقبل يمكن أن يُبنى على التضامن والوعي، لا على القصف والتجويع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2