رئيس الأركان السابق في اسرائيل، هرتس هاليفي، عبر عن استيائه من أسلوب مراقب الدولة، ماتانياهو إنجلمان، في صياغة مسودات التقارير الرسمية المتعلقة بأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واعتبر المسودات تحتوي على أخطاء كبيرة وتهم شخصية ضده وضد مرؤوسيه، دون الاستماع إلى وجهة نظرهم أو مراجعة المعلومات المتوفرة لديهم.
في رسالة إلى محكمة العدل العليا، طلب استبعاد أربع مسودات حصل عليها قبل الإدلاء بشهادته، مؤكداً أنها تجاوزت حدود المراجعة الرسمية وحملت مسؤولية شخصية على الأطراف المعنية قبل منحهم فرصة للرد. المسودات تناولت معلومات حكومية دولية، إجراءات إخلاء المدنيين، الأمن في مواقع حساسة، وحماية المناطق الجنوبية بعد أحداث أكتوبر.
موقف مراقب الدولة وإنجلمان:
بحسب ما إفادت به صحف عبرية، فان إنجلمان رفض مزاعم هاليفي واعتبرها غير دقيقة، مؤكداً الاستنتاجات جاءت بعد فحص دقيق وشامل للمعلومات المتاحة، المسودات صيغت بطريقة مهنية تسمح للجهات المعنية بالاطلاع عليها والرد عليها.
المعلومات التي حصل عليها فريق التدقيق كانت واقعية وتم التحقق منها، ما يجعل التعليقات على المسودات مبررة ضمن عملية المراجعة.
النزاع حول حدود صلاحيات مراقب الدولة في القضايا الاستراتيجية والسياسية يبرز جدلية توزيع المسؤوليات بين الجيش ورئيس الوزراء الإسرائيلي، ويسلط الضوء على مدى تأثير الرقابة على المواقف العسكرية قبل الانتهاء من التحقيق الرسمي.
غانتس بين السياسة والديمقراطية:
وزير الدفاع السابق، بيني غانتس، يواجه أيضاً تحديات سياسية داخلية كبيرة منها تحالف نتنياهو الحالي يعتمد على جناح حريدي وجناح كاهاني، يضمنان له أغلبية برلمانية ويركزان على تنفيذ أهداف دون قيود قانونية.
غانتس حاول خلال عمله في الحكومة تقديم مبادرات لحماية الدولة، منها إطلاق سراح الرهائن، إنهاء الحرب، وإصلاح قوانين التجنيد. لكن تحالف نتنياهو والسيطرة المطلقة على الحكومة جعلت تأثيره محدوداً. محاولاته لم تغير مسار الحكومة أو توجهاتها، وأصبح دوره أقل قدرة على التأثير على القرارات الاستراتيجية والسياسية الكبرى.
الفخ الديمقراطي في إسرائيل:
يرى مراقبون أن الوضع الحالي يشكل تحدياً للديمقراطية الإسرائيلية السيطرة المطلقة لنتنياهو على الحكومة وتحالفاته تضع النظام القانوني تحت ضغط مستمر، وتقلل القدرة على موازنة السلطة التنفيذية مع الرقابة القضائية والمؤسساتية، الاعتماد على جناح كاهاني لتقوية الأغلبية البرلمانية يهدد المبادئ الديمقراطية، بينما جناح غانتس يسعى لتقديم مبادرات سياسية وأمنية محدودة التأثير.
الصراع بين غانتس ونتنياهو يوضح مدى تأثير التحالفات الداخلية على السياسات العامة، بما في ذلك إدارة الأزمات الأمنية والعسكرية، توزيع المسؤوليات بين الجيش والحكومة، وحماية حقوق الأفراد والمؤسسات.
صراع الجيش ومراقب الدولة:
التقرير يبرز الصراع بين الجيش، مراقب الدولة، والسياسيين في إسرائيل. هاليفي يسعى لحماية الجيش من اتهامات شخصية مبكرة ومتسرعة، بينما إنجلمان يدافع عن صلاحيات الرقابة وطريقة صياغة المسودات.
غانتس يحاول التأثير على السياسات رغم محدودية قدرته أمام تحالف نتنياهو القوي، ما يعكس تحدياً أكبر للديمقراطية.
الصراع يوضح صعوبات التوازن بين الأمن القومي، الرقابة القانونية، والحكم الديمقراطي، ويتيح للوكالات العربية مادة تحليلية لفهم ديناميات القرار السياسي والأمني، وتأثير التحالفات الداخلية على توزيع المسؤوليات وصناعة القرار.