إسرائيل تلوح بإخلاء مدينة غزة بالكامل

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.27 - 05:13
Facebook Share
طباعة

إعلان الجيش الإسرائيلي حول إخلاء مدينة غزة أعطى إشارة جديدة على مسار الحرب في القطاع. المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي دعا سكان شمال غزة إلى الانتقال نحو الوسط والمواصي، مؤكداً أن الإخلاء أمر لا مفر منه، وعرض خريطة زعم أنها توضح أماكن فارغة لاستيعاب النازحين كما شدد على أن كل عائلة ستتلقى خيماً ومساعدات إنسانية عند انتقالها جنوبًا.

الموقف الإسرائيلي يحمل أبعادًا ميدانية وسياسية في آن واحد. ميدانيًا، تسعى المؤسسة العسكرية إلى إفراغ شمال القطاع من المدنيين، ما يمنحها مساحة أوسع لمواصلة عملياتها سياسياً، هناك محاولة لتقديم صورة أمام المجتمع الدولي بأن إسرائيل توفر بدائل آمنة، رغم التحفظات الكبيرة على واقعية هذا الطرح.

ظروف الحياة في جنوب غزة وصلت إلى حدود الانهيار مئات الآلاف يعيشون في خيام مكتظة، وسط نقص حاد في الماء والكهرباء والدواء.
أي موجة نزوح جديدة قد تدفع الوضع نحو كارثة أكبر، وهو ما يجعل دعوات الانتقال مثار جدل واسع، خاصة مع غياب البنية التحتية القادرة على استيعاب أعداد إضافية.

إسرائيل ترى أن السيطرة على شمال القطاع لن تكتمل دون إخلاء مدينة غزة. الهدف المعلن هو منع حماس من استخدام المدنيين كغطاء لتحركاتها. لكن على الأرض، ما يجري يعني تغييرًا ديموغرافيًا واسعًا يضع السكان أمام خيارات قاسية، إما البقاء تحت القصف أو التوجه إلى مناطق مثقلة أصلًا بالنازحين.

التجارب السابقة توضح أن محاولات الإخلاء القسري تواجه مقاومة مجتمعية كثير من سكان غزة يفضلون البقاء قرب منازلهم، حتى وسط الدمار، على أن يتحولوا إلى نازحين داخل مناطق مزدحمة لا تتوفر فيها شروط الحياة الأساسية.
إضافة إلى ذلك، لا توجد ضمانات حقيقية تتيح لهم العودة لاحقًا، وهو ما يزيد من المخاوف بأن الحديث عن الانتقال مجرد خطوة نحو اقتلاع طويل الأمد.

من الناحية الإنسانية، وعود الجيش الإسرائيلي بتقديم خيم ومساعدات لا تبدو كافية أمام حجم الأزمة.
منظمات دولية حذرت مرارًا من أن الجنوب لم يعد قادراً على استقبال أعداد إضافية، وأن استمرار القصف يعرقل وصول الإغاثة ، في هذا السياق، يبقى سكان غزة بين مطرقة العمليات العسكرية وسندان التهجير الداخلي.

المشهد العام يبين أن الحرب دخلت طورًا جديدًا، حيث لم تعد العمليات تقتصر على المواجهة المباشرة، بل شملت محاولات تغيير واقع السكان على الأرض. ومع الجيش يحاول تقديم مبادرته كخيار إنساني، إلا أن التطبيق على الأرض يطرح أسئلة حول مدى واقعيته.

يرى مراقبون الهدف الحقيقي من الدعوة هو ممارسة ضغط إضافي على سكان غزة لإجبارهم على النزوح. إن الحديث عن إخلاء شامل قد يتحول إلى ورقة سياسية تستخدمها إسرائيل في حساباتها المستقبلية أكثر من كونه خطة قابلة للتنفيذ. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4