الصاروخ الحوثي العنقودي يربك دفاعات إسرائيل

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.27 - 04:50
Facebook Share
طباعة

إطلاق صاروخ عنقودي من قبل الحوثيين باتجاه إسرائيل الايام الماضية، مثل تطوراً جديداً في طبيعة التهديدات بالمنطقة، حيث دخل سلاح مختلف إلى ساحة المواجهة، ليضيف أبعاداً جديدة على الصراع.
ورغم أن الأضرار على الأرض كانت محدودة، إلا أن طريقة عمل الصاروخ وما رافقها من صعوبات في الاعتراض أثارت قلقًا واسعًا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

تشير تقارير عبرية إلى أن الرأس الحربي للصاروخ انفجر في الجو على ارتفاع يقترب من سبعة كيلومترات، مطلقًا قنابل صغيرة تزن كل واحدة منها بضع كيلوغرامات.
هذا النمط من التفكك أدى إلى انتشار غير منتظم للقنابل، بحيث لم تصل إلا أعداد قليلة منها إلى الأراضي الإسرائيلية، فيما انفجرت إحداها قرب منطقة حدودية من دون وقوع إصابات. غير أن الإشكال الأساسي كان في أن أنظمة الرادار فسّرت التفكك على أنه انهيار كامل للصاروخ، ما أدى إلى فشل أكثر من محاولة اعتراض.

التحليلات العسكرية المنشورة أوضحت أن هذه القنابل لا تملك القدرة على إحداث دمار واسع، ولا تستطيع اختراق الملاجئ المحصنة، إلا أنها قد تتسبب بأضرار سطحية وإصابات في حال سقوطها على مناطق سكنية. ومع ذلك، فالأهمية تكمن في الجانب الاستراتيجي، إذ إن إدخال هذا السلاح إلى الميدان يفرض على إسرائيل مواجهة تحديات غير مألوفة.

المقارنة التي تكررت في الصحف العبرية أعادت إلى الأذهان حرب الخليج عام 1991، عندما واجهت صواريخ "باتريوت" الأمريكية صعوبة في اعتراض صواريخ "الحسين" العراقية التي كانت تتفكك في الجو. هذا التشابه أعاد الجدل داخل إسرائيل حول مدى جاهزية أنظمة الدفاع الحديثة أمام تهديدات تعتمد على أسلوب التشتيت بدلًا من الضرب المباشر.

الرد الإسرائيلي جاء سريعًا عبر غارات جوية مكثفة على صنعاء ومناطق أخرى، استهدفت محطات كهرباء رئيسية، مرافق لتخزين الوقود، مواقع إنتاج صواريخ وطائرات مسيرة، إضافة إلى القصر الرئاسي في العاصمة باعتباره رمزًا سياسيًا للجماعة. ووفق التقديرات المنشورة، فإن هذه الضربات قد تقلل من وتيرة الإطلاق مستقبلاً، لكنها لن توقفه كليًا.

من زاوية أخرى، يوضح محللون في الصحف العبرية أن الحوثيين لا يستندون إلى قاعدة شعبية عريضة داخل اليمن، وأن أغلب المواطنين يدعمون الحكومة الرسمية، ما يعني أن استمرارهم في الهجمات يعتمد على عوامل خارجية أكثر من كونه تعبيرًا عن دعم داخلي واسع. ويرى هؤلاء أن محدودية التأييد تجعل قدرة الحوثيين على الاستمرار لفترات طويلة أكثر صعوبة، حتى مع محاولاتهم المتكررة لإثبات حضورهم في المعادلة الإقليمية.

في المحصلة، دخول الصاروخ العنقودي إلى ساحة الصراع يمثل اختبارًا معقدًا لأنظمة الدفاع الإسرائيلية، ويؤكد أن التحدي لم يعد مرتبطًا بعدد الصواريخ المطلقة، بل بنوعية الرؤوس الحربية التي قد تربك أنظمة الرصد في لحظة حاسمة. ورغم أن الضربة الأخيرة لم تحقق نتائج كبيرة على الأرض، إلا أن المؤشرات تدل على مواجهة مقبلة في مرحلة أكثر صعوبة من الناحية الأمنية والعسكرية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7