خلفيات الجدل الإسرائيلي حول إنهاء الحرب في غزة

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.27 - 04:48
Facebook Share
طباعة

النقاشات التي برزت داخل الصحافة العبرية بشأن مستقبل الحرب على غزة تكشف حجم المأزق الإسرائيلي فمع استمرار العدوان وفشل تحقيق أهدافه المعلنة، بدأ بعض الكتّاب في إسرائيل يطرحون خيار وقف الحرب باعتباره المخرج الوحيد لتجنب الانهيار الداخلي والعزلة الدولية. النقاشات لا تأتي من فراغ، وإنما نتيجة إدراك متزايد بأن الاحتلال الكامل للقطاع لن يحقق الأمن، وإنما سيفتح أبواب أزمات جديدة.

المقالة المنشورة في صحيفة عبرية، التي دعت إلى إنهاء الحرب باعتباره الخيار الاستراتيجي الوحيد، توضح أن المؤسسة الإسرائيلية تواجه معضلة مركبة.
فالتوسع العسكري في غزة لم يعد يضمن أي مكسب سياسي أو أمني، ويزيد من الضغط الدولي، ويحمل إسرائيل إلى موقع الدولة المعزولة أمام حلفائها التقليديين.

الرأي العام الغربي يتغير بصورة لافتة، خصوصًا بين الأجيال الشابة في الولايات المتحدة. التحولات داخل هذا الرأي العام أصبحت مصدر قلق كبير، بعدما بات الميل إلى الفلسطينيين أكثر وضوحًا، وبدأت دول أوروبية تناقش فرض قيود على الدعم العسكري لإسرائيل.

في الجانب الاقتصادي، يظهر التحدي بوضوح. إدارة غزة تحت الاحتلال المباشر ستتطلب إنفاق عشرات المليارات من الشواقل سنويًا، وهو ما يزيد من الأزمات الداخلية ويعمّق الاستقطاب السياسي والاجتماعي.

الجدل حول الرهائن يبرز حجم الانقسام في المجتمع الإسرائيلي قطاعات واسعة تعتبر استمرار الحرب تخليًا عنهم، بينما يرى آخرون أن القيادة الحالية تدفع بأبنائهم إلى معركة غير مبررة، فقط لحماية حسابات سياسية وائتلافية.

المقالة تحذر أيضاً من خطورة السماح لحماس بتحديد معنى النصر والهزيمة، وهو اعتراف ضمني بعجز إسرائيل عن فرض روايتها فالتمسك بخيار القضاء الكامل على الحركة يقود إلى إطالة أمد الحرب وتكريس الفشل.

في ذات السياق أظهرت الحرب تحولها إلى عبء استراتيجي على دولة الاحتلال، وأن المقاومة الفلسطينية استطاعت فرض معادلة جديدة نقلت الصراع من الميدان إلى عمق المجتمع الإسرائيلي فكل يوم إضافي من العدوان يعني مزيداً من الانقسام الداخلي والخسائر السياسية والاقتصادية، في وقت تتزايد فيه مكانة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9