نتنياهو: بدأنا في غزة وسننهي في غزة

القدس- وكالة أنباء آسيا

2025.08.27 - 12:37
Facebook Share
طباعة

في خطاب علني ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام مستوطنة في الضفة الغربية، أكد استمرار عملياته العسكرية في غزة، واصفًا الحملة بأنها لن تتوقف إلا بعد تحقيق أهداف إسرائيل الأمنية الكاملة. وفي الوقت نفسه، جاء الخطاب ليؤكد نهج حكومته في تعزيز الاستيطان في الأراضي المحتلة ورفض أي تسوية سياسية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.


تأتي تصريحات نتنياهو في وقت تشهد فيه إسرائيل ضغوطًا داخلية ودولية متزايدة بشأن الوضع في غزة، خصوصًا بعد عمليات عسكرية أودت بحياة مئات المدنيين الفلسطينيين وتصاعدت فيها أزمة الرهائن المحتجزين لدى حماس. ويأتي الخطاب في إطار استراتيجية إسرائيلية مزدوجة، تجمع بين الضغط العسكري والأمني على غزة وبين تثبيت الوجود الاستيطاني في الضفة الغربية.

أثناء الفعالية، احتفل نتنياهو بإضفاء الشرعية على 22 مستوطنة، بما فيها مستوطنات سبق أن صنفتها السلطات الإسرائيلية بأنها غير قانونية، في خطوة اعتبرها مراقبون تعزيزًا لسياسة فرض الواقع على الأرض وإغلاق أي مجال للتسوية المستقبلية مع الفلسطينيين. وقال نتنياهو: "بدأنا في غزة وسننهي في غزة"، في إشارة إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لن تتوقف حتى القضاء على ما وصفه بالتهديدات المستمرة وضمان عدم قدرة غزة على تهديد إسرائيل مجددًا.


تزامن الخطاب مع احتجاجات واسعة داخل إسرائيل، طالب خلالها آلاف المواطنين بإنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس. لكن خطاب نتنياهو تجاهل هذه المطالب، مؤكدًا أن الأولوية هي للأمن القومي الإسرائيلي، وأن أي صفقة للرهائن لن تأتي على حساب استراتيجياته العسكرية والاستيطانية. هذا التجاهل يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتبنى نهجًا حازمًا في تعاطيها مع ملف غزة، حتى لو أدى ذلك إلى تفاقم الاستقطاب الداخلي.


تصريحات نتنياهو تعكس سياسة واضحة لإسرائيل في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: الجمع بين القوة العسكرية في مواجهة غزة، وتثبيت الوجود الاستيطاني في الضفة الغربية، مع رفض أي حل سياسي يفضي إلى دولة فلسطينية مستقلة. هذا التوجه يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى فرض واقع جديد على الأرض، قد يزيد من حدة التوترات في المنطقة، ويؤدي إلى تصعيد أمني محتمل على المدى المتوسط.


خطاب نتنياهو الأخير يظهر استمرار نهج إسرائيل في إدارة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وفق سياسة القوة والتوسع الاستيطاني، مع تجاهل المطالب الإنسانية والدبلوماسية. تصاعد الاحتجاجات الداخلية يعكس الغضب الشعبي من الحرب المستمرة، في حين يبقى التساؤل الأكبر حول مدى قدرة المجتمع الدولي على التأثير على سياسات الحكومة الإسرائيلية في ظل هذه التصريحات الحازمة.

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4