المعارضة الإسرائيلية تشتعل.. اعتذار عن المجازر وتحالفات لإسقاط نتنياهو

تل أبيب- وكالة أنباء آسيا

2025.08.27 - 12:00
Facebook Share
طباعة

في تحول لافت داخل المشهد السياسي الإسرائيلي، دعا زعيم المعارضة يائير لابيد حكومة بنيامين نتنياهو إلى تقديم اعتذار رسمي عن مقتل الأطفال في غزة، معتبراً أن هذه الخطوة ليست فقط «ضرورة أخلاقية» بل «مصلحة سياسية دولية» لإسرائيل التي تواجه اتهامات متصاعدة بارتكاب جرائم حرب. تصريحات لابيد، التي جاءت مترافقة مع انتقادات حادة لأداء نتنياهو في ملف الأسرى والمختطفين، تزامنت مع محاولات يقودها أفيغدور ليبرمان لتشكيل جبهة معارضة واسعة قد تمهد الطريق لتغيير موازين القوى في المرحلة المقبلة.

 

لابيد: «الاعتذار مصلحة إسرائيلية»

قال لابيد في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء إن إسرائيل «لا تستطيع أن تكسب الحرب بالاعتماد على القوة العسكرية وحدها»، مشيراً إلى أن الالتزام بالقانون الدولي وتقديم الاعتذار عن مقتل المدنيين، خصوصاً الأطفال والصحافيين، يمكن أن يسهم في تحسين صورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي.
وأضاف: «الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعمل بشكل مكثف لإطلاق سراح المختطفين أكثر مما يفعله نتنياهو. الطريقة الوحيدة للنصر أن ننصاع للقوانين الدولية».

انتقادات لمجزرة خان يونس

في سياق متصل، أشار لابيد إلى أن ما حدث في خان يونس، حيث قُتل خمسة صحافيين في غارة إسرائيلية على مجمع ناصر الطبي، يتطلب موقفاً واضحاً:

«من الجيد أن يعتذر نتنياهو عن مقتل الصحافيين. علينا أن نقول بشكل واضح إننا نعتذر عن موت الأطفال، فهذا في مصلحتنا الدولية».
هذا التصريح يعكس قناعة متنامية داخل أوساط المعارضة بأن إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً من رصيدها الأخلاقي والسياسي جراء استمرار المجازر ضد المدنيين.

 

ليبرمان يبني جبهة مضادة

في موازاة ذلك، كشف الوزير السابق وزعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان عن تحركات لتشكيل تحالف جديد ضد نتنياهو. فقد وجه رسالة صباح اليوم إلى لابيد يدعوه فيها إلى التنسيق «بأسرع وقت ممكن» لعقد اجتماع موسع لرؤساء أحزاب المعارضة، بمشاركة كل من نفتالي بينيت وغادي آيزنكوت.
لكن الرسالة أوضحت أن الاجتماع لن يضم كلاً من بيني غانتس ويائير جولان.

هجوم على غانتس

ليبرمان شن هجوماً عنيفاً على بيني غانتس، معتبراً أن مجرد عرضه الانضمام إلى حكومة نتنياهو «خيانة لمبادئ المعارضة»، وقال:
«يجب على نتنياهو، رئيس وزراء 7 أكتوبر، أن يتنحى عن المسرح ويشهد أمام لجنة تحقيق».

 

تأتي هذه التطورات وسط أزمة سياسية متصاعدة في إسرائيل. فالحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من عشرة أشهر لم تحقق الأهداف التي أعلنها نتنياهو، فيما تتصاعد الضغوط الداخلية والخارجية بسبب سقوط أعداد هائلة من المدنيين.

المعارضة تستغل تراجع صورة إسرائيل الدولية للدفع باتجاه محاسبة نتنياهو.

الخلافات داخل المعسكر المناهض لرئيس الحكومة لا تزال حاضرة، خصوصاً بين ليبرمان وغانتس.

الرأي العام الإسرائيلي يعيش حالة انقسام غير مسبوقة بين استمرار الحرب أو البحث عن تسوية سريعة تعيد الأسرى وتخفف عزلة إسرائيل الدبلوماسية.

تصريحات لابيد واندفاع ليبرمان نحو تشكيل جبهة موحدة يسلطان الضوء على تصدعات عميقة داخل الساحة السياسية الإسرائيلية، قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع الداخلي. وإذا كان نتنياهو لا يزال يملك أدوات البقاء عبر التحالفات اليمينية والدعم الأمريكي، فإن خطاب الاعتذار عن قتل الأطفال والصحافيين قد يتحول إلى ورقة ضغط قوية تهدد شرعية استمرار حكومته وتزيد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10