شاب سوري محكوم بتخطيط هجوم على حفلة تايلور سويفت

2025.08.27 - 11:39
Facebook Share
طباعة

 أدانت محكمة برلين، الثلاثاء، مراهقًا سوريًا بتهمة المشاركة في مخطط إرهابي كان يهدف إلى استهداف حفلة للمغنية الأمريكية تايلور سويفت في العاصمة النمساوية فيينا. المتهم، الذي يبلغ من العمر 16 عامًا ويُعرف باسم محمد أ. في ملفات المحكمة، حوّل اهتمامه إلى التطرف بعد تعرضه لدعاية تنظيم “الدولة الإسلامية” على الإنترنت، ما دفعه إلى المشاركة في التخطيط للهجوم خلال سنوات مراهقته الأولى.

أُلغيت ثلاث حفلات لسويفت في فيينا الصيف الماضي، بعد أن أعلنت الشرطة عن إحباط مخطط لتفجير انتحاري كان يستهدف إحدى هذه الحفلات، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بين الجمهور ووسائل الإعلام الأوروبية. المحكمة أدانت محمد أ. بتهم “التحضير لعمل عنف خطير يُعرّض الدولة للخطر” و”دعم عمل إرهابي في الخارج”، وحكمت عليه بالسجن 18 شهرًا مع وقف التنفيذ.

وأوضحت المحكمة أن المتهم كان يبلغ 14 عامًا حين أُحبط الهجوم، مشيرة إلى أن عملية التحول إلى التطرف كانت مرتبطة بشكل مباشر بالدعاية الإلكترونية لتنظيم الدولة الإسلامية، والتي استهدفت المراهقين ضعيفي الخبرة والمجتمع الاجتماعي. خلال المحاكمة، اعترف محمد أ. بتقديم الدعم لمراهق آخر في النمسا للمشاركة في المخطط، بما في ذلك إرسال مقطع فيديو يحتوي على تعليمات لصنع قنبلة، وتعريفه بعضو في التنظيم المتطرف.

وتشير تفاصيل القضية إلى أن السلطات النمساوية قد أوقفت ثلاثة مشتبه بهم آخرين على صلة بالمخطط، وكانوا جميعهم مراهقين آنذاك. وكان المشتبه به الرئيسي من أصول مقدونية شمالية، واعترف بأنه كان يخطط لتنفيذ الهجوم باستخدام متفجرات وسكاكين، وفق ما كشفت عنه الاستخبارات النمساوية.

محمد أ. تم اعتقاله في أيلول/سبتمبر الماضي في مدينة فرانكفورت أودر الشرقية، وكان يبلغ 15 عامًا حينها، حيث كان يواصل ارتياد المدرسة، ما يوضح مدى استهداف الجماعات المتطرفة للشباب في مراحل عمرية حرجة. ويُظهر الاعتراف أمام المحكمة أن الدعاية الإلكترونية يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في دفع المراهقين إلى الانخراط في أعمال عنف خطيرة، وهو ما يعكس تحديًا أمنيًا عالميًا في مكافحة التطرف الرقمي.

وفي تعليقها على قرار الإلغاء، كتبت تايلور سويفت عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “ملأني سبب الإلغاء بشعور جديد بالخوف والذنب الهائل لأن الكثير من الناس كانوا يخططون للمجيء إلى هذه الحفلات”، ما يعكس التأثير النفسي المباشر لمثل هذه المخططات الإرهابية على الجمهور والفنانين على حد سواء.

القضية تثير أيضًا تساؤلات حول قدرة الأنظمة القضائية الأوروبية على التعامل مع المتهمين القصر في قضايا الإرهاب، خصوصًا عندما يكون المتورطون متأثرين بالدعاية الإلكترونية التي يصعب السيطرة عليها عبر الحدود. الحكم الصادر بحق محمد أ. يعكس محاولة الجمع بين العقاب والرعاية، من خلال وقف التنفيذ، بهدف إعادة تأهيله بعيدًا عن التطرف، وهو نهج متبع في التعامل مع القاصرين في العديد من الدول الأوروبية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3