يمثل استمرار منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد إعلانها منطقة مجاعة ، سابقة خطرة تؤكد نية إسرائيل إبادة الفلسطينيين قصفاً وتجويعاً.
وأكدت مديرة المكتب الإعلامي الإقليمي لمنظمة أطباء بلا حدود، جنان سعد، أن المنظمة قادرة على مواجهة الوضع الطارئ، لكنها تفتقد الأدوات اللازمة بفعل الحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية ويهدد استمرار عمل الطواقم الإنسانية.
معاناة الطواقم الإنسانية والجوع المستشري:
أوضحت سعد أن الفرق الطبية في غزة تعاني من الجوع ما يجعل استمرارية العمل في مواجهة الكارثة الإنسانية أمراً شبه مستحيل وحذرت من أن أي تدخل فعال يحتاج إلى وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات، موضحة أن كافة الجهود الدولية والضغط على إسرائيل لم تسفر عن أي نتيجة ملموسة حتى الآن.
ضحايا المجاعة والقصف المستمر:
سجل قطاع غزة وفاة 303 فلسطينيين نتيجة التجويع الإسرائيلي، بينهم 117 طفلاً، وفق وزارة الصحة. وواصل الجيش الإسرائيلي هجماته على المدنيين منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن أكثر من 62 ألف شهيد و158 ألف جريح، ومئات آلاف النازحين، وعشرات آلاف المفقودين. وأكدت مصادر طبية وشهود عيان استهداف منازل ومخيمات نازحين ومستودعات وأماكن انتظار المساعدات، ما زاد من حجم الكارثة الإنسانية.
التطورات الأخيرة شمال القطاع:
شهد شمال غزة غارات جوية على منازل في حي الصبرة جنوب مدينة غزة أودت بحياة سبعة فلسطينيين بينهم أطفال وأصابت آخرين.
واستمر جيش الاحتلال في نسف المباني باستخدام روبوتات مفخخة في بلدة جباليا النزلة وحي الزيتون، ما أدى إلى تدمير المنازل بالكامل وتشريد سكانها.
كما استهدف تجمعات مدنية بالمدفعية والمروحيات، ما أسفر عن استشهاد عدد من المدنيين وإصابة آخرين.
الأحداث في وسط القطاع:
وسط غزة شهد استهداف خيام نازحين بمروحيات إسرائيلية ومسيرات، ما أدى إلى استشهاد الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال.
واستهدفت إسرائيل مستودعات ومنازل تضم نازحين، وأودت بحياة العديد منهم. وقُتل سبعة فلسطينيين من منتظري المساعدات قرب وادي غزة، فيما باشرت تل أبيب توزيع المساعدات عبر ما يعرف بـ "مصائد الموت" التي استدرجت آلاف الفلسطينيين وقتلتهم منذ مايو الماضي.
الوضع في جنوب القطاع:
جنوب غزة شهد مجزرة بحق عائلة كاملة إثر قصف خيمة تؤوي نازحين في خانيونس، ما أسفر عن مقتل ستة فلسطينيين من العائلة نفسها كما قُتل ستة فلسطينيين آخرين من منتظري المساعدات قرب مراكز التوزيع، فيما استهدف القصف المدفعي محيط سجن أصداء دون وقوع إصابات.
وواصلت إسرائيل، تنفيذ عملياتها العسكرية التي تشمل القتل والتجويع والتهجير القسري وتدمير البنية التحتية رغم كافة النداءات الدولية ومحاكم العدل الدولية.
الأزمة الإنسانية:
منذ إعلان غزة منطقة مجاعة، تكشف الأرقام عن حجم الكارثة الإنسانية، إذ يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والأدوية، ويواجه الطاقم الطبي صعوبة في تقديم الخدمات الصحية الأساسية. وتؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن الحل الوحيد الممكن يكمن في وقف الحرب وفتح الممرات الإنسانية لضمان تقديم المساعدة الطبية والغذائية للمتضررين.