لماذا تصعد الضربات الإسرائيلية والحوثية في اليمن؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.25 - 10:42
Facebook Share
طباعة

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء ومحيطها تصعيداً جديدًا في الصراع بين إسرائيل والجماعة الحوثية، بعد موجة الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع حيوية تابعة للحوثيين، شملت محطات الكهرباء ومحطة النفط في شارع الستين، إضافة إلى مواقع عسكرية ومجمعات تخزين وقود. جاءت هذه الغارات في إطار سلسلة هجمات إسرائيلية منذ يوليو 2024، ردًا على إطلاق الحوثيين عشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، إلى جانب عمليات بحرية استهدفت سفنًا مدنية دولية، ما تسبب في خسائر بشرية ومادية محدودة لكنها رمزية، بحسب بيانات الجيش الإسرائيلي.

وتأتي هذه التطورات في وقت يزداد فيه التوتر الإقليمي، حيث يستخدم الحوثيون هجماتهم كورقة ضغط استراتيجية، مستغلين ضعف الرقابة الدولية على الأوضاع الأمنية في اليمن. ويحرص الحوثيون على تسويق عملياتهم باعتبارها "نصرة لغزة"، في محاولة لإظهار التزامهم بالقضايا الفلسطينية وكسب شرعية شعبية بين قواعدهم الداخلية، بينما ترى الحكومة اليمنية أن هذه العمليات تخدم أهدافًا توسعية للسيطرة على مناطق نفوذها وتأمين مواقع استراتيجية.

وفق تقديرات مراقبين، تسعى إسرائيل من خلال استهداف المنشآت الحيوية مثل محطات الكهرباء ومحطات الوقود ومجمعات التخزين إلى الحد من قدرة الحوثيين على استخدام البنية التحتية لأغراض عسكرية، وإظهار قدرتها على الرد بدقة وحزم على أي تهديد محتمل لمواطنيها.
وفي الوقت نفسه، يمثل التصعيد الحوثي محاولة لإظهار القوة والصمود، مع إرسال رسائل سياسية رمزية حول استمرار نفوذ الجماعة وقدرتها على توجيه الضربات إلى أهداف بعيدة.

ويشير الخبراء إلى أن هذا التبادل العنيف بين الطرفين لا يقتصر على أبعاد عسكرية فقط، بل يمتد ليشمل أبعادًا رمزية وسياسية، إذ يسعى الحوثيون لإبراز تماسكهم أمام قواعدهم الشعبية، بينما تحاول إسرائيل تعزيز صورة الردع والحماية لمواطنيها ومصالحها الاقتصادية في البحر الأحمر.
في الوقت ذاته، تحذر الأمم المتحدة من أن الاستهداف المتكرر للبنية التحتية المدنية في مناطق الحوثيين يزيد من معاناة السكان، الذين يواجهون انهيار الخدمات الأساسية ونقص الوقود والكهرباء، ما قد يؤدي إلى أزمة إنسانية متفاقمة تهدد الاستقرار الإقليمي.

أن التصعيد الحالي بين إسرائيل والحوثيين يمثل جزءًا من شبكة معقدة من العلاقات الإقليمية تشمل الضغط السياسي والعسكري على الخصوم، والحفاظ على الرموز السياسية والعسكرية لكسب شرعية داخلية وخارجية. واستمرار هذا النمط من المواجهة يجعل أي جهود لوقف التصعيد أكثر تعقيدًا، إذ تحتاج إلى مقاربة متعددة المستويات تشمل حماية المدنيين وتحجيم العمليات العسكرية الأحادية، إلى جانب مراقبة التطورات الأمنية في اليمن بشكل دقيق. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9