خلال 22 شهراً من العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، استُهدف نحو 193 أكاديمياً وباحثاً، بينهم رؤساء جامعات وعمادات وكوادر تعليمية وبحثية، في سياسة ممنهجة تهدف إلى إضعاف المجتمع الفلسطيني على المستوى الفكري والمعرفي وخلق فراغ علمي وثقافي طويل الأمد.
كما قتل نحو 800 معلم وموظف تربوي ضمن سلك التعليم، ما أدى إلى تراجع كبير في القدرات المؤسسية والوطنية.
الأسباب تكمن في رغبة إسرائيل في تفكيك البنية الفكرية والمعرفية للمجتمع الفلسطيني، ومنع تراكم الخبرة والمعرفة بين الأجيال.
الاستهداف شمل المنازل والأسر والجامعات والمراكز البحثية، ما أدى إلى فقدان أجيال من العلماء والمعلمين المؤهلين في مجالات العلوم والطب والهندسة والآداب، بما يعمق هجرة العقول قسراً ويهمش الأصوات النقدية المستقلة.
تتزامن هذه السياسة مع إبادة جماعية واسعة تشمل قتل 62,744 فلسطينياً، وإصابة 158,259 شخصاً، وفقدان أكثر من 9,000 شخص، بينهم 117 طفلاً، إضافة إلى وفاة نحو 300 فلسطيني جراء المجاعة الناتجة عن الحصار والتدمير، وهو ما يفرض صعوبة كبيرة على أي محاولة لإعادة بناء المجتمع أو التعليم في القطاع.
تستهدف إسرائيل من خلال هذه الإجراءات ضرب الرأس المال البشري والمعرفي الفلسطيني وإفراغ غزة من نخبتها القادرة على قيادة مسارات التعليم والبحث والإبداع، ما يحدّ من أي مشروع نهضوي مستقبلي ويحول دون استمرار تراكم الخبرة والمعرفة.
هذه السياسة، بحسب الأمم المتحدة، ترتقي إلى جرائم حرب، كونها تستهدف المدنيين والعلماء بشكل متعمد ضمن إطار من التخطيط الممنهج.