توازن القوى في إسرائيل: كيف يحمي نتنياهو نفوذ اليمين؟

وكالة أنباء آسيا

2025.08.25 - 02:34
Facebook Share
طباعة

في خطوة سياسية أثارت جدلاً واسعًا، أكد مصدر مقرب من حزب الليكود لموقع "جيروزاليم بوست" أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يفرّق الكتلة اليمينية من أجل ضم بيني غانتس، زعيم حزب "أزرق أبيض"، إلى حكومته الحالية. وصرح المصدر بأن "لا حاجة لنقل مثل هذه الرسالة لأنه من الواضح والبديهي أن نتنياهو لن يفرّق الكتلة اليمينية من أجل غانتس"، ما يعكس تمسك نتنياهو بالتحالفات التقليدية واستراتيجيته في الحفاظ على وحدة اليمين كركيزة أساسية للسياسات الحكومية والاستقرار الداخلي.

يأتي هذا التصريح في وقت حرج على الساحة السياسية الإسرائيلية، حيث تتصاعد الضغوط الداخلية والخارجية لتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية الراهنة. ويظهر رفض نتنياهو ضم غانتس كرسالة واضحة بأن أي محاولة لإعادة توزيع السلطة أو إدخال أحزاب وسطية في الحكومة لن تمر بسهولة، خصوصًا مع استمرار قوة الليكود كحزب مسيطر على المشهد السياسي.


حزب الليكود:
يتضح من تصريحات المصدر أن الليكود يحرص على الحفاظ على الكتلة اليمينية موحدة، ليس فقط لأسباب سياسية داخلية، بل أيضًا لضمان الاستقرار في تنفيذ السياسات الأمنية والخارجية، بما في ذلك إدارة النزاعات الإقليمية والمواجهة مع القوى الإقليمية. تمسك الليكود بالكتلة اليمينية يعكس استراتيجيات بعيدة المدى للحفاظ على السيطرة على الحكومة وضمان تنفيذ أجندة الحزب بشكل كامل.

حزب أزرق أبيض:
في المقابل، يمثل موقف نتنياهو تحديًا كبيرًا لـ غانتس وحزب أزرق أبيض، حيث يضعهم أمام خيارات محدودة: إما الاستمرار في المعارضة، أو البحث عن تحالفات جديدة داخل الكنيست، أو محاولة الضغط على الحكومة للحصول على تنازلات سياسية محددة. ويشير هذا الموقف إلى أن الوسط السياسي في إسرائيل يواجه صعوبة في توسيع نفوذه في ظل رفض اليمين التنازل عن مكانته.

الأحزاب الوسطية واليسارية الأخرى:
تراقب الأحزاب الوسطية واليسارية هذه التطورات عن كثب، إذ أن أي انقسام محتمل في الكتلة اليمينية قد يفتح مجالًا لمزيد من المناورات السياسية. إلا أن رفض نتنياهو يوضح أن هذه الفجوات ستكون محدودة، وأن قدرة الوسط على التأثير في تشكيل الحكومة تبقى محدودة أيضًا.

تداعيات سياسية واستراتيجية

تحليل الموقف يظهر أن تمسك نتنياهو بالكتلة اليمينية ليس مجرد قرار مرحلي، بل استراتيجية مدروسة تحمي النفوذ السياسي لليكيد وتضمن استمرار استقرار الحكومة في أوقات الأزمات. كما يعكس هذا التمسك التاريخ الطويل للكتلة اليمينية كقاعدة دعم رئيس الوزراء في الأزمات السابقة، وهو ما يضمن تنفيذ السياسات الحكومية دون اضطرابات كبيرة.

في المقابل، يفرض موقف نتنياهو على حزب "أزرق أبيض" إعادة تقييم استراتيجيته السياسية، خصوصًا في ظل ضغوط الشارع الإسرائيلي والمجتمع الدولي لتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، بما في ذلك التوترات مع قطاع غزة والضفة الغربية والتحديات الاقتصادية الداخلية.

 

انقسام الكنيست الداخلي: استمرار الخلافات بين الأحزاب قد يؤدي إلى تعطيل القرارات التشريعية المهمة، وتأجيل مشاريع الإصلاح السياسي أو الاقتصادي.

تأثير على حكومة الوحدة: رفض ضم الوسط قد يضعف أي محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية قوية وفعالة، ويحد من قدرة الحكومة على التوصل لتوافقات استراتيجية مع المجتمع الدولي.

الاستقرار الأمني: أي انقسامات سياسية داخلية قد تؤثر على قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات عاجلة في مواجهة تهديدات أمنية، سواء من غزة أو من الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا.

 


وفقًا لمصادر موقع "جيروزاليم بوست"، يظهر موقف نتنياهو أن وحدة الكتلة اليمينية تتقدم على أي مصالح لتوسيع الحكومة، وأن الاستراتيجية السياسية للليكود تهدف إلى حماية النفوذ التقليدي للحزب، وضمان تنفيذ أجندته السياسية والأمنية. في المقابل، يبقى حزب "أزرق أبيض" أمام تحديات كبيرة، مع محدودية الخيارات المتاحة، ما يعكس الانقسامات العميقة في الساحة السياسية الإسرائيلية، ويؤكد أن تشكيل حكومة وحدة وطنية قوية وفعالة سيظل مرتبطًا بتوازن القوى بين اليمين والوسط واليسار.

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5