صفقة أو حرب مفتوحة: زامير يضع نتنياهو أمام خيار تاريخي

وكالة أنباء آسيا

2025.08.25 - 08:58
Facebook Share
طباعة

تتجدد التوترات على خطوط غزة وإسرائيل، وسط معركة مستمرة بين الحسابات العسكرية والسياسية. تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، تكشف هشاشة الموقف أمام ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، وتشير إلى احتمالات خطيرة قد تنتج عن أي محاولة لاحتلال كامل للقطاع. هذه التصريحات لم تأت من فراغ، بل تعكس تقديرات الجيش الإسرائيلي والضغوط الداخلية التي تمارسها عائلات الأسرى.

 

الضغوط الداخلية وخطر احتلال غزة:
زامير شدد على أن الجيش أعد كل المعطيات لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وأن القرار النهائي يقع على عاتق نتنياهو. وفق تقديرات إسرائيلية، لدى حماس نحو 50 أسيراً، 20 منهم على قيد الحياة، بينما تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني. التحليل العسكري يشير إلى أن أي عملية احتلال شاملة قد تعرض حياة الأسرى لخطر مباشر، خصوصاً إذا تحولت المعارك إلى مواجهة طويلة ومعقدة داخل المناطق المدنية المكتظة بالسكان.

 


الحسابات السياسية لرئيس الوزراء:
نتنياهو يواجه معادلة صعبة، تجمع بين الضغط الداخلي لعائلات الأسرى، والحاجة السياسية لتأكيد السيطرة الأمنية على غزة، وضرورة التوازن أمام الرأي العام الإسرائيلي الذي يراقب كل خطوة عن كثب. توجيه زامير للضغط على نتنياهو لقبول الصفقة يعكس شعور الجيش بالمسؤولية عن حياة الأسرى، لكنه أيضاً يعكس حجم الانقسام داخل القيادة السياسية بين الرغبة في فرض السيادة والاستراتيجية العسكرية المباشرة، وبين الاعتبارات الإنسانية والسياسية الداخلية.

 


ملف الأسرى الإسرائيليين وحركة حماس:
القضية الفلسطينية في هذا السياق ليست بعيدة عن الممارسات العسكرية والسياسية الإسرائيلية، فإسرائيل تواجه انتقادات حقوقية دولية بشأن معاملتها للأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك التعذيب والإهمال الطبي، بينما حماس تستخدم ملف الأسرى كورقة ضغط استراتيجية. هذا التوازن الهش يجعل كل خطوة محتملة في غزة أكثر تعقيداً، حيث أن أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى رد فعل فلسطيني قوي يطال المدنيين والأهداف العسكرية معاً، ما يزيد من المخاطر على الأسرى الإسرائيليين المحتجزين.

 

خيارات الجيش والقيادة:
زامير وضع في الاعتبار السيناريوهات المختلفة، من بينها:

قبول صفقة تبادل الأسرى: يقلل من المخاطر على الإسرائيليين المحتجزين ويحقق بعض المكاسب السياسية للقيادة.

استمرار خطة الاحتلال الجزئي أو الكامل لغزة: قد يعزز السيطرة العسكرية، لكنه يرفع بشكل كبير احتمالية الخسائر بين الأسرى ويزيد الضغط الداخلي والدولي على الحكومة.


هذا التقييم يعكس تعقيدات الصراع، حيث تتداخل الحسابات الإنسانية مع الاستراتيجية العسكرية والسياسية في وقت واحد.

 

التداعيات الإقليمية والدولية:
أي خطوة إسرائيلية في هذا الملف لا تؤثر فقط على الداخل الإسرائيلي والفلسطيني، بل تمتد لتشمل المنطقة بأسرها. الضغوط الأمريكية، الدبلوماسية العربية، ودور الوسطاء مثل قطر ومصر، كلها عوامل تلعب دوراً في تحديد مسار الصفقة. رفض الصفقة أو تأجيلها قد يؤدي إلى توترات إضافية في الساحة الإقليمية، فيما إنجاز الصفقة قد يمنح إسرائيل نفحة سياسية داخلية ويخفض الضغط الدولي، لكنه قد يُنظر إليه في غزة والعالم العربي كانتصار لحركة حماس.

 

الملف الآن أمام نتنياهو بين خيارين متعارضين: إتمام صفقة تبادل الأسرى بما يضمن حماية حياتهم، أو المضي في عملية احتلال موسعة للقطاع مع تبعات خطيرة. تصريحات زامير تكشف حجم الانقسام بين القيادة العسكرية والسياسية، وتوضح أن كل خطوة محسوبة بعناية فائقة ضمن معادلة معقدة من الاعتبارات الإنسانية، العسكرية، السياسية، والدبلوماسية. هذه المعادلة تعكس طبيعة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني اليوم، حيث كل قرار يتقاطع مع حياة البشر والمصالح الاستراتيجية في آن واحد.

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4