تزداد التوقعات حول جولة مفاوضات مرتقبة للتوصل لهدنة جديدة بقطاع غزة، في وقت يواصل فيه التصعيد العسكري الإسرائيلي دون أي رد رسمي على المقترح الجديد لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، والذي وافقت عليه حركة «حماس»، وبحسب وسائل الإعلام العبرية فإن مصادر إسرائيلية تشير إلى أن الجولة قد تتم بالقاهرة خلال أيام، بينما المسؤولون المصريون يؤكدون على أهمية استجابة إسرائيل للمقترح، ما يعكس حالة من الغموض والجمود في مسار التهدئة.
خبراء سياسيون يعتبرون ما يجري مجرد مناورات إسرائيلية ترافقها عمليات عسكرية على الأرض، مؤكدين أن أي مفاوضات محتملة ستظل بلا نتائج حقيقية ما لم تمارس واشنطن ضغوطاً واضحة على الحكومة الإسرائيلية.
في الوقت نفسه، يرى محللون أن موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحالي يعزز استمرار التصعيد العسكري، إذ لم يُبدِ أي مؤشرات على قبوله بشروط الوساطة، خصوصًا المتعلقة بنزع سلاح «حماس»، وهو ما ترفضه الحركة عادة.
مسؤولون يؤكدون أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل، وأن الاتفاق على المقترح لا يحتاج سوى الإرادة السياسية لتنفيذه. المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أعرب عن أمله في أن تشهد المفاوضات انفراجة تؤدي إلى اتفاق، في حين حذر وزير الخارجية بدر عبد العاطي من أن استمرار إسرائيل في توسيع عملياتها العسكرية لن يؤدي سوى إلى تأجيج الوضع، مشددًا على أن رفض المقترحات يقوض الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق السلام والاستقرار.
في المقابل، حددت «حماس» موقفها بشكل واضح، معتبرة أن استمرار نتنياهو في المماطلة ورفض الحلول يعكس إصراره على عرقلة أي اتفاق، مؤكدة استعدادها للصفقة الشاملة إذا توفرت الشروط المناسبة، ومحملة إسرائيل المسؤولية عن الأسرى والتهديد المستمر للقطاع.
المراقبون يشيرون إلى أن هذا الموقف يعكس فجوة كبيرة بين التوقعات الإسرائيلية والفلسطينية، ما يزيد صعوبة التوصل لأي هدنة فعلية.
آخرون أكدوا على جولة المفاوضات المقبلة، إذا حصلت، قد تكون بلا صلاحيات حقيقية للوفد الإسرائيلي، وبالتالي ستكون مفاوضات من أجل المفاوضات، دون تفكيك حقيقي للجمود، إسرائيل تميل لاستمرار التصعيد العسكري أكثر من التوصل إلى تسوية، ولا يُتوقع أي انفراجة إلا بضغط دولي واضح أو قبولها لشروطها الاستراتيجية، على الأرض، تستمر الهجمات وتدمير المنازل، ما يزيد من الضغط النفسي على السكان، ويجعل احتمال التوصل إلى هدنة ضعيفًا، مع استمرار الجمود والمناورات السياسية والضغوط العسكرية المستمرة.