يشهد قطاع غزة تفاقماً حاداً في أزمة الإيواء، حيث تجاوز العجز في المساكن 96%، ما يترك أكثر من 2.4 مليون فلسطيني بلا مأوى آمن مع حاجة السكان إلى نحو 250 ألف خيمة لتأمين الإيواء، لم يُدخل إلى القطاع سوى حوالي عشرة آلاف خيمة فقط، أي ما يعادل 4% من الاحتياجات الفعلية.
هذا التفاوت يعكس حجم التحديات التي تواجه السكان والجهات الإنسانية، ويضع حياة النازحين تحت تهديد مباشر، خصوصاً في ظل عدم وجود مناطق آمنة للنزوح في جنوب القطاع، وسيطرة الجيش الإسرائيلي على نحو 77% من مساحة غزة.
الإجراءات الممارسة على المعابر، والتي تحد من وصول المساعدات الإنسانية، تجعل أي محاولة لتوفير احتياجات السكان عاجزة عن تلبية الطلب الفعلي.
المماطلة في إدخال الخيام ومستلزمات الإيواء تضاعف المخاطر، خصوصاً مع استمرار العمليات العسكرية والضغط النفسي المستمر على السكان. الأطفال والنساء وكبار السن، أكثر عرضة للأمراض وسوء التغذية.
الواقع المأساوي يتجلى في ارتفاع عدد ضحايا الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، إذ سجلت وزارة الصحة في غزة حتى الآن 62,622 قتيلًا و157,673 مصابًا. خلال الساعات الـ24 الماضية فقط، توفي ثمانية أشخاص نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفلان، ليصل إجمالي حالات الوفاة المرتبطة بسوء التغذية إلى 281 حالة، من بينهم 114 طفلًا. هذه الأرقام تؤكد حجم الأزمة الإنسانية والضغط الكبير على البنية الصحية والخدمية في القطاع.
ووفق المكتب الاعلامي لغزة فإن العجز الكبير في توفير الإيواء يضاعف الصعوبات الاجتماعية والنفسية التي يواجهها السكان، فقدان الأمان يجعل الأسر تعيش في حالة خوف دائم، ويزيد من اضطرابات الحياة اليومية، بما في ذلك نقص المياه والكهرباء والغذاء.
ضعف القدرة على تقديم الدعم الإنساني في ظل هذه الظروف يزيد من احتمالات تفاقم الأزمة، ويجعل أي نزوح جديد شبه مستحيل، خصوصاً مع عدم وجود مساحات آمنة كافية للسكان.
المجتمع الدولي يتحمل جزءًا من المسؤولية في معالجة الأزمة، سواء بسبب البطء في فرض الضغوط على السلطات الإسرائيلية لضمان وصول المساعدات، أو بسبب محدودية الاستجابة للبلاغات العاجلة عن المخاطر المتصاعدة على المدنيين، إدخال الاحتياجات الأساسية بنسبة 4% فقط من المطلوب يعكس قصور الآليات الإنسانية الحالية، ويبرز الحاجة الملحة لتحرك عاجل وفعال.
استمرار نقص الإيواء وارتفاع معدلات الوفاة المرتبطة بسوء التغذية يوضح أن الحلول الجزئية غير كافية، وأن حماية حياة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني تتطلب تحركًا متواصلًا وحقيقياً على جميع المستويات الإنسانية والسياسية.