شتاء لبنان القادم: معتدل وليس قارس البرودة
مع اقتراب نهاية فصل الصيف، تثار في كل عام التساؤلات حول طبيعة الطقس في الأشهر المقبلة، خصوصاً الشتاء، وهل سيكون قارص البرودة ومثلجاً بكثرة. وطمأنت مصلحة الأبحاث الزراعية "Lari" الجمهور، مؤكدة أن ما يُثار حول شتاء شديد البرودة ومثلج بكثرة لا أساس له من الصحة.
وأوضحت المصلحة أن شهري أيلول وتشرين الأول يعتبران الأكثر جفافاً بعد نهاية الصيف وقبل بداية الأمطار المنتظمة. وأشارت إلى أن الأعشاب تكون في أقصى درجات اليباس، ما يجعلها وقوداً سريع الاشتعال، بينما تكون الأشجار في حالة عطش قصوى، ما يزيد من قابليتها للاشتعال، والأرض تكون أيضاً في أعلى مستويات الجفاف. هذا الوضع يؤدي إلى ارتفاع مؤشرات الحرائق، خصوصاً مع توقع استمرار موجة حر متوسطة حتى يوم الاثنين 25 أغسطس 2025، قبل أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجياً لتصل إلى 32 درجة في البقاع و28 درجة على الساحل، مع طقس اعتيادي لبضعة أيام.
وفيما يتعلق بالأمطار، أوضحت المصلحة أنه لا توجد مؤشرات قوية لهطول الأمطار خلال شهر أيلول، مع احتمال حدوث تغيرات طفيفة في التوقعات، أما شهر تشرين الأول، فيحتمل أن تشهد بداياته تساقط بعض الأمطار الخفيفة. هذه المعلومات تشير إلى أن الطقس سيظل معتدلاً نسبياً، مع انخفاض تدريجي في درجات الحرارة، بعيداً عن أي موجات برد شديدة أو تساقط كثيف للثلوج.
وأكدت "Lari" على أهمية أخذ الاحتياطات خلال هذه الفترة الجافة، خصوصاً مع ارتفاع خطر الحرائق في المناطق الريفية والغابات. إذ يمكن لأي شعلة صغيرة أن تتحول بسرعة إلى حريق كبير نتيجة الجفاف الشديد للأعشاب والأشجار. لذلك، ينصح الخبراء بعدم إشعال النيران في الطبيعة إلا في ظروف مراقبة وتحت إشراف السلطات المعنية، لتفادي أي كوارث محتملة.
كما شددت المصلحة على أن التهويل الإعلامي حول شتاء شديد البرودة أو كثيف الثلوج غير دقيق، وأن المواطنين لا يحتاجون للقلق بشأن موجات برد شديدة أو تراكم ثلوج مبكرة. بدلاً من ذلك، ينصح خبراء الأرصاد بمتابعة النشرات اليومية والاستعداد لتقلبات الطقس المعتادة التي تصاحب نهاية الصيف وبداية الخريف، بما في ذلك موجات حر قصيرة أو انخفاض تدريجي في درجات الحرارة خلال الليل.
من منظور زراعي وبيئي، يعتبر هذا الوقت حرجاً بالنسبة للنباتات والمحاصيل، نظراً للجفاف الذي يؤثر على التربة ومخزون المياه. لذلك، على المزارعين والمواطنين بشكل عام أن يخططوا بعناية لكيفية إدارة المياه، ومتابعة التوقعات المطرية في أوائل تشرين الأول، عندما قد تبدأ الأمطار في تحسين الرطوبة في التربة وإعادة النشاط للنباتات.
في الخلاصة، الشتاء القادم من المتوقع أن يكون معتدلاً نسبياً، مع انخفاض تدريجي في درجات الحرارة واحتمال تساقط أمطار خفيفة في أكتوبر، بعيداً عن أي شتاء قارس البرودة أو ثلوج كثيفة. وتظل الوقاية من الحرائق خلال نهاية الصيف وأوائل الخريف أهم نصيحة للأفراد والسلطات لضمان سلامة البيئة والمجتمع.
