لا عصابات لخطف الفتيات في لبنان

2025.08.23 - 05:41
Facebook Share
طباعة

 أثار انتشار شائعات عن وجود عصابات تقوم بخطف الفتيات في لبنان حالة من القلق بين المواطنين خلال الأسابيع الماضية. لكن قوى الأمن الداخلي سارعت للتوضيح ونشرت فيديو رسمي على حسابها في "اكس"، مؤكدةً أن هذه الأنباء غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة.

العميد جوزيف مسلم، أحد المسؤولين في قوى الأمن، شدد في الفيديو على أن التحقيقات المكثفة التي أجرتها الأجهزة المختصة لم تسفر عن أي دليل يثبت وجود عصابات متخصصة في اختطاف الفتيات. وأوضح أن انتشار هذه الشائعات جاء نتيجة سوء فهم أو معلومات مغلوطة تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار مسلم إلى أن قوى الأمن الداخلي تتابع بجدية كل ما يتعلق بالإشاعات التي تهدد الأمن العام أو تسبب الذعر بين المواطنين، مؤكداً أن "القوى الأمنية تلاحق كل القضايا المتعلقة بهذه الإشاعات بهدف حماية المجتمع من الأخبار الكاذبة".

كما كشف المسؤول الأمني عن بيانات رسمية توضح طبيعة الحالات التي تم رصدها خلال الفترة الأخيرة. بين أول يوليو وحتى 21 أغسطس، غادرت 18 فتاة منازلها طواعية لأسباب اجتماعية واقتصادية أو مشاكل عائلية وزوجية، دون أن تكون هناك أي جريمة اختطاف متورط فيها أي طرف آخر. هذا الرقم يعكس واقعاً اجتماعياً أكثر منه ظاهرة إجرامية، بحسب ما أوضح العميد مسلم، مشيراً إلى أهمية فهم الأسباب الحقيقية وراء مغادرة الفتيات لمنازلهن قبل القفز إلى استنتاجات خاطئة.

ويؤكد هذا التوضيح أن التهويل الإعلامي أو تداول الأخبار غير المؤكدة على منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى خلق حالة من الذعر المجتمعي. فالأخبار الكاذبة، حتى لو لم تصاحبها أفعال حقيقية، قد تضر بصورة المجتمع وتزرع الخوف بين الأهالي، خصوصاً أولياء الأمور الذين يقلقون على سلامة أبنائهم وبناتهم.

خبراء اجتماعيون يشيرون إلى أن هناك حاجة ملحة لتوعية المجتمع حول مصادر المعلومات الموثوقة، وتشجيع الأفراد على التحقق قبل مشاركة أي خبر قد يثير الرعب أو القلق العام. كما شددوا على أن التركيز على معالجة الأسباب الحقيقية لمغادرة الفتيات لمنازلهن، مثل الضغوط الأسرية أو الوضع الاقتصادي، أفضل من الانشغال بالشائعات التي لا تستند إلى دليل.

من جهة أخرى، تُعتبر متابعة الأجهزة الأمنية لمثل هذه القضايا مؤشراً إيجابياً على وعي الدولة بأهمية مكافحة الأخبار الكاذبة وحماية الأمن الاجتماعي. فالتحقيقات السريعة والتواصل المباشر مع الجمهور عبر الفيديو الرسمي يساهمان في الحد من الهلع الشعبي وتثبيت الثقة بين المواطنين والأجهزة الرسمية.

في المحصلة، فإن الشائعات عن وجود عصابات لخطف الفتيات في لبنان لا أساس لها، وما تم رصده من حالات يندرج تحت إطار مغادرة الفتيات لمنازلهن لأسباب اجتماعية وشخصية. ويظل دور الإعلام والمواطنين في التحقق من الأخبار ومصداقيتها محورياً لمنع انتشار الذعر غير المبرر.

تؤكد هذه الوقائع أهمية التمييز بين المعلومات الصحيحة والشائعات، والعمل على تعزيز وعي المجتمع تجاه التعامل مع الأخبار المتداولة، خصوصاً تلك التي تتعلق بأمن وسلامة الأفراد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 1