صراع البقاء: كيف أصبحت غزة مفتاح مستقبل حكومة نتنياهو

وكالة أنباء آسيا

2025.08.23 - 03:12
Facebook Share
طباعة

في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية في إسرائيل، يرى مسؤولو الجيش الإسرائيلي أن مستقبل حكومة بنيامين نتنياهو مرتبط بشكل مباشر بنتيجة العملية العسكرية المخطط لها في قطاع غزة. مصادر في المؤسسة الدفاعية أوضحت لـ"معاريف" أن رئيس الوزراء لا يمكنه الاستمرار في منصبه إلا إذا نجح في تنفيذ الغزو والسيطرة على مدينة غزة، مؤكدة أن أي فشل قد يؤدي إلى انهيار حكومته داخليًا.


وفي تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، أفاد مصدر في الجيش الإسرائيلي بأن بقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منصبه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنجاح العسكري في قطاع غزة. وأشار المصدر إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعتبر استعادة السيطرة على غزة أمرًا حاسمًا لاستقرارها السياسي، خاصة بعد التحديات الأمنية والسياسية التي واجهتها في الأشهر الأخيرة.

الجيش الإسرائيلي أطلق تحضيرات واسعة، شملت استدعاء حوالي 60,000 من جنود الاحتياط، في خطوة وصفها محللون بأنها تمثل استعدادًا لعمليات طويلة ومعقدة قد تمتد لعدة أشهر. وتخطط القيادة العسكرية لإصدار استدعاءات إضافية على مراحل خلال الأشهر القادمة، مع توقع وصول دفعات جديدة من الجنود في نوفمبر وديسمبر ويناير، ما يعكس إدراكها لحجم المهمة وتعقيدها على الأرض.

من الناحية العسكرية، تشير التقديرات إلى أن حماس لم تعد قوة عسكرية منظمة بشكل كامل. فقد استهدفت الضربات الإسرائيلية كبار قادة الحركة، وبقيت فقط عدد محدود من الكتائب. ومع ذلك، يحذر المسؤولون من أن طبيعة حماس غير العقلانية قد تدفعها للقتال حتى آخر عنصر مسلح، مما يجعل إسرائيل مضطرة للتحضير لمواجهة طويلة وشاملة، تتطلب موارد بشرية ومادية ضخمة.

رئيس الوزراء نتنياهو زار قيادة الفرقة العسكرية المسؤولة عن غزة، وأعلن أنه وافق على خطط الجيش للسيطرة على المدينة واحتواء حركة حماس. وأكد في تصريحات علنية أن الهدف مزدوج: هزيمة حماس وضمان تحرير جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع. وأضاف أن "المرحلة الحالية حاسمة"، مشيرًا إلى أن تحقيق كلا الهدفين مرتبط ارتباطًا وثيقًا، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض.

هذه التحركات العسكرية تأتي في وقت تشهد فيه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا داخلية شديدة. وفقًا لمصادر سياسية، فإن استمرار نتنياهو في السلطة يعتمد بشكل كبير على نجاحه في هذه العملية. أي إخفاق محتمل سيزيد من حدة الانتقادات الداخلية ويعرض حكومته للانهيار، ما يعكس التداخل الحاد بين السياسة الداخلية والاستراتيجية العسكرية في إسرائيل.

على صعيد الخلفية، يعكس هذا السياق السياسي والعسكري تعقيد المواجهة مع غزة، حيث تتشابك الأبعاد الأمنية مع الأهداف السياسية، وتصبح إدارة ملف الرهائن جزءًا محوريًا من أي استراتيجية مستقبلية. ويؤكد المراقبون أن إسرائيل أمام مرحلة دقيقة تتطلب موازنة بين تحقيق مكاسب ميدانية والسيطرة على التوترات الداخلية، في وقت يبقى فيه قطاع غزة ساحة مفتوحة للتحديات العسكرية والدبلوماسية على حد سواء.

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6