تواصل القوات الإسرائيلية تصعيد عملياتها في قطاع غزة، عبر تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي على مختلف المناطق، ضمن خطة تهدف للسيطرة على المدينة وفرض حصار شامل عليها وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، توعّد بتدمير غزة على غرار ما حدث في رفح وبيت حانون، مؤكداً أن العمليات ستستمر حتى تلبية شروط إسرائيل المتعلقة بإطلاق سراح الرهائن والتخلي عن سلاح حماس.
امتدت الهجمات الإسرائيلية في الشمال من بلدتي جباليا البلد والنزلة وصولاً إلى حي أبو إسكندر في الشيخ رضوان، حيث تسببت الغارات والقصف المدفعي في موجة نزوح واسعة، شملت مدرسة عمرو بن العاص التي تؤوي نازحين، ما أدى لمقتل 13 فلسطينياً على الأقل وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء.
ورغم دعوات الجيش للسكان لإخلاء المنطقة، بقي العديد منهم في منازلهم ومراكز الإيواء، ما دفع القوات لاستخدام القوة النارية بشكل مكثف، وهو نمط تكرر في مناطق أخرى.
في الجنوب، استهدفت العمليات حيي الزيتون والصبرة باستخدام طائرات مسيرة وروبوتات مفخخة لرصد أي مقاومين، مع تعزيز السيطرة على شارع 8 الرئيسي، ما يتيح عزل المدينة تدريجياً وفرض حصار على سكانها كما أبلغ الجيش الطواقم الطبية ومنظمات الإغاثة بضرورة وضع خطط إجلاء استعداداً لتوسيع العمليات العسكرية.
وحذرت الأمم المتحدة من الكارثة الإنسانية الناتجة عن نقل مئات الآلاف من السكان جنوباً، فيما أكد برنامج الأغذية العالمي أن الجوع وسوء التغذية بلغ مستويات قياسية، مع خطر يطال 300 ألف طفل، في ظل عجز دخول شاحنات الإغاثة للقطاع منظمة العفو الدولية اتهمت إسرائيل بسياسة تجويع متعمدة، وذكرت منظمة الصحة العالمية وفاة 148 شخصاً جراء سوء التغذية منذ بداية العام.
وتواصل الضفة الغربية أيضاً تسجيل عمليات إسرائيلية متصاعدة، حيث فرض الجيش حصاراً على قرية المغير شمال شرق رام الله بحجة البحث عن منفذي هجوم إطلاق نار داهمت قوات الاحتلال منازل السكان، واعتدت على ممتلكاتهم وألقت القبض على عدد من الشبان، بينما اضطر المئات للانتقال مؤقتاً للقرى المجاورة كما شقّت جرافات إسرائيلية طرقاً استيطانية جديدة، ودمرت آلاف الدونمات الزراعية، في حين نصب المستوطنون بؤراً جديدة على أراضي الفلسطينيين في مناطق عدة، بما في ذلك جبل الخربة شمال غرب رام الله، ضمن سياسة تهدف لتوسيع المستوطنات وتهجير السكان الأصليين تدريجياً.
التصعيد الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية يعكس سياسة تهدف لتقويض القدرات المدنية والعسكرية للفلسطينيين، مع فرض سيطرة ميدانية وأمنية واسعة، ما يزيد من المخاطر الإنسانية ويعمّق الأزمة في ظل استمرار الحصار وتدمير البنية التحتية، ويطرح تحديات كبيرة أمام المجتمع الدولي في توفير الحماية للفلسطينيين وتأمين وصول المساعدات.