لماذا تواجه غزة تهديدات مروعة الآن؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.22 - 09:15
Facebook Share
طباعة

تشهد غزة تصعيداً عسكرياً غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة، مع تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية وقصفها المدفعي على مناطق مأهولة بالسكان، تصاعد العمليات جاء في ظل إعلان تل أبيب خطة تهدف إلى السيطرة الكاملة على المدينة وفرض حصار مشدد، ما تسبب في نزوح آلاف السكان داخلياً، وزيادة الخطر على المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن. القوات الإسرائيلية عمدت إلى استهداف مناطق سكنية وأحياء مأهولة، بما فيها المدارس ومراكز الإيواء، وهو ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا وإصابة العشرات وترافق ذلك مع تحذيرات منظمات دولية من أن الوضع الإنساني يزداد سوءاً بسرعة، وأن مئات الآلاف معرضون لخطر المجاعة وسوء التغذية.

وفق الوسائل العبرية، إلى تدمير البنية التحتية للمقاومة ومنع أي تحركات من قبل حركة حماس، لكن الاستراتيجية تشمل مناطق مدنية بالكامل، ما يضاعف من حجم المعاناة الإنسانية قصف الأحياء الشمالية والجنوبية للمدينة، إلى جانب استخدام طائرات مسيرة ورصد مستمر لكل تحركات السكان، يشير إلى أن الهدف ليس فقط مواجهة مقاومين مسلحين، بل أيضاً إجبار المدنيين على الرحيل تحت ضغط مباشر، وهو ما أثار مخاوف كبيرة من كارثة إنسانية. الحصار على مدينة غزة أصبح أشد، مع سيطرة إسرائيلية على الشوارع الرئيسية التي تربط أحياء القطاع ببعضها، ما يعزل السكان ويحد من تحركهم ويجعل توزيع المساعدات الإنسانية شبه مستحيل.

الوضع الحالي يعكس دوافع سياسية واستراتيجية، حيث تحاول إسرائيل فرض شروطها على حركة حماس، بما في ذلك إطلاق جميع الرهائن والتخلي عن السلاح. في الوقت نفسه، يهدف الحصار والسيطرة على شوارع المدينة إلى الحد من أي نشاط مقاوم محتمل وإضعاف أي قوة تنظيمية قد تواجهها القوات الإسرائيلية هذه الإجراءات العسكرية، إلى جانب إقامة بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية وشق طرق استيطانية، تزيد من التوترات وتضعف فرص التهدئة.

التداعيات الإنسانية لا تقتصر على نقص الغذاء والماء، بل تشمل انهيار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة، ما يجعل السكان في ظروف قاسية للغاية. منظمة الصحة العالمية أكدت ارتفاع حالات سوء التغذية والمجاعة، مع وفاة العديد من الأطفال وكبار السن نتيجة الحرمان من الغذاء والرعاية الصحية. كما سجلت منظمات حقوقية انتهاكات متكررة تشمل استهداف المدنيين وتعمد تدمير مساكنهم، ما يشكل تهديداً واضحاً للأمن الإنساني والقانون الدولي.

الوضع في غزة يمثل اختباراً حقيقياً للمجتمع الدولي وقدرته على حماية المدنيين. استمرار العمليات العسكرية والحصار يزيد من تعقيد أي جهود دولية لإيصال المساعدات الإنسانية وضمان الأمن للفئات الأضعف. كما أن هذا الوضع قد يخلق تداعيات سياسية واسعة، حيث تزداد الاحتجاجات والتوترات في الضفة الغربية، وقد تؤدي إلى تصعيد جديد على مستوى الإقليم، غزة تواجه اليوم تهديدات مروعة نتيجة تراكم عوامل سياسية وعسكرية واستراتيجية، إضافة إلى استمرار الانتهاكات بحق المدنيين، وهو ما يجعل البحث عن حلول عاجلة وفعالة أمراً ضرورياً لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية وتخفيف آثار الحرب على السكان الأبرياء. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8