قدّرت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي أن الهجوم الأخير الذي نفذته حركة "حماس" في خان يونس يوم الأربعاء الماضي، والذي استهدف وحدة نخبوية من لواء كفير، ليس حادثًا معزولًا، بل مؤشر على سلسلة محتملة من الكمائن المماثلة خلال الفترة المقبلة. الهجوم جاء بمستوى عالٍ من التنظيم والقدرة القتالية، ما يعكس أن "حماس" ما زالت تحتفظ بإمكانيات تنفيذ عمليات مركزة رغم الخسائر العسكرية السابقة.
وفق مسؤولين عسكريين إسرائيليين، فإن الهجمات المخططة مثل هذا الهجوم قد تم إحباطها خلال الأشهر الماضية بفضل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، إلا أن هذه الواقعة تكشف عن قدرة الحركة على استغلال ثغرات مواقع الجيش وإحداث ضرر محتمل كبير.
الهجوم بدأ عندما استهدفت عناصر حماس موقع وحدة الاستطلاع "هاروف" التابعة للواء كفير، مستخدمة رشاشات وصواريخ مضادة للدروع. استمر الاشتباك عدة دقائق، أسفر عن إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح متفاوتة، بينما قتل الجيش الإسرائيلي عشرة مسلحين بدعم من سلاح الجو.
أوضح أحد ضباط الجيش أن قرب فتحة النفق الذي خرج منه المسلحون يشير إلى أن الهدف كان أسر الجنود، إلا أن التعاون بين القوات حال دون نجاح العملية. كما أكّد المسؤولون أن كل كتيبة أو وحدة من "حماس" تعمل بشكل مستقل تحت قيادة الجناح العسكري الأعلى، وتنتظر في أنفاق مدعومة بمراقبين لتزويدها بالغذاء والمعلومات.
تشير تقديرات قيادة الجيش إلى أن الوضع الانتظاري للمسلحين يشكل تحديًا كبيرًا أثناء عملية اقتحام مدينة غزة، حيث يتوقع أن تكون المعارك في قلب المدينة عنيفة ومصحوبة بإطلاق كثيف للنار. وأكد المسؤولون أن "حماس ارتقت إلى مستوى جديد من الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي"، وأن محاولات إضافية لأسر الجنود ليست مستبعدة خلال الفترة القادمة.
يأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد التوتر في قطاع غزة، حيث تعكف إسرائيل على تحضير عملية عسكرية واسعة تهدف إلى السيطرة على مدينة غزة. ويشير محللون إلى أن قدرة "حماس" على تنظيم مثل هذه الهجمات تعكس وجود بنية تحتية قتالية محكمة، بما في ذلك شبكة أنفاق استراتيجية وتنسيق ميداني مع وحدات مراقبة داخل المباني.
ويثير هذا التصعيد مخاوف من وقوع مواجهة طويلة ومعقدة في غزة، تزيد من الخسائر البشرية وتعمق الأزمات الإنسانية، خاصة في ظل استمرار الحصار والقيود المفروضة على السكان المدنيين.
الهجوم في خان يونس يؤكد أن "حماس" لا تزال فاعلة على الصعيد العسكري، وأن الجيش الإسرائيلي أمام تحديات حقيقية في مواجهة محاولات أسر جنوده والتصدي للهجمات المخططة. الموقف الراهن يعكس تصعيدًا محتملًا في العمليات العسكرية خلال الأيام القادمة، مع تأثيرات مباشرة على الأمن والاستقرار في جنوب قطاع غزة والمناطق المحاذية.