السويداء: واقع الأوضاع ونفي انسحاب القوات

سامر الخطيب

2025.08.21 - 11:51
Facebook Share
طباعة

 شهدت الساعات الأخيرة تداول أخبار حول انسحاب القوات الحكومية من بعض القرى في محافظة السويداء جنوب سوريا، ما أثار جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والدولية. ومع ذلك، أكدت الحكومة السورية أن هذه الأخبار غير صحيحة، ونفت أي انسحاب من القرى الواقعة تحت سيطرتها، بما يشمل أكثر من 30 قرية في المحافظة.


المكتب الإعلامي بقيادة الأمن الداخلي في السويداء أعلن أن القوات الأمنية مستمرة في مواقعها، مؤكداً أن ما نُشر عبر بعض الصفحات المحلية حول انسحاب القوات من قرية السويمرة لا يمت للحقيقة بصلة. ونقل مراسلون محليون عن عناصر الأمن الداخلي في القرى أن القوات موجودة في مواقعها، ولا توجد أي حركة انسحابية كما أوردت بعض التقارير.


في المقابل، نشرت بعض الصفحات المحلية ومصادر دولية، مثل “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، معلومات عن دخول فصائل محلية إلى قرية السويمرة بعد انسحاب القوات الحكومية، والعثور على جثث لمواطنين من الطائفة الدرزية. وأفاد سكان محليون أن هذه الأنباء لا تعكس الواقع، وأن الاشتباكات أو الانسحابات لم تحدث فعلياً، ما يوضح وجود تضارب بين الروايات المحلية والدولية حول الوضع في السويداء.


على صعيد آخر، واصلت فرق الهلال الأحمر السوري عمليات انتشال الجثث من مناطق متفرقة في ريف السويداء الغربي والشمالي، ونقلت بعضها إلى مستشفيات محلية وأخرى إلى مستشفيات في دمشق ودرعا.


فيما يخص المساعدات الإنسانية، نفى مصدر حكومي وجود أي ممر إنساني عبر الحدود، مؤكداً أن تقديم الدعم يتم حصراً بالتنسيق مع مؤسسات الدولة في دمشق لضمان وصوله بشكل آمن ومنظم إلى المستحقين. وأوضح المصدر أن الحكومة تمنح المنظمات الدولية التسهيلات اللازمة لممارسة مهامها، وتواصل القوافل الوطنية والإغاثية عملها بشكل منتظم، ما يعكس التزام الدولة بتأمين الاحتياجات الإنسانية بالتعاون مع شركائها الدوليين.


تأتي هذه التصريحات الحكومية بعد تداول أخبار عن تنسيق محتمل بين سوريا وإسرائيل لإنشاء ممر إنساني من الجانب الإسرائيلي وصولاً إلى السويداء، في إطار لقاءات عقدت في باريس برعاية أمريكية تهدف إلى بحث سبل خفض التصعيد وتعزيز الاستقرار في الجنوب السوري. وأوضح الجانب السوري أن أي اتفاقات في هذا الشأن يجب أن تراعي عدم التدخل في الشؤون الداخلية، مع دراسة تفاهمات ثنائية قد تسهم في استقرار المنطقة الجنوبية.


وفقًا لتقارير أمريكية، تهدف إدارة الرئيس الأمريكي إلى التوسط لإنشاء ممر إنساني بين السويداء والجانب الإسرائيلي، بهدف إيصال المساعدات مباشرة للمدنيين.


وتعود أزمة السويداء إلى منتصف تموز الماضي، بعد اشتباكات بين فصائل محلية ومسلحين عشائريين، على خلفية عمليات اختطاف متبادلة. وتدخلت قوات وزارتي الدفاع والداخلية، بالإضافة إلى مسلحين من العشائر، ما أدى إلى انتهاكات متبادلة بحق المدنيين. وفي الوقت الحالي، تعيش المحافظة حالة استقرار نسبي بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية دولية.


انتشار الشائعات
تنتشر مثل هذه الشائعات لعدة أسباب: أولاً، غياب المعلومات الدقيقة والمباشرة في الوقت المناسب يجعل وسائل التواصل الاجتماعي مكانًا خصبًا للأخبار غير المؤكدة. ثانيًا، التوتر الأمني والسياسي في المناطق الحدودية والمناطق ذات النزاعات يزيد من احتمالية تضخيم الأحداث. ثالثًا، وجود مصالح سياسية ودولية متشابكة تجعل بعض الأطراف تستفيد من نشر أخبار مضللة لدعم روايات معينة أو الضغط على خصومها. وأخيرًا، الاعتماد على مصادر غير رسمية أو صفحات محلية غير موثوقة يضاعف من سرعة انتشار الأخبار المغلوطة، خصوصًا عند الحديث عن انسحابات أو عمليات عسكرية حساسة.


تؤكد الأوضاع في السويداء أهمية التأكد من مصادر المعلومات الرسمية، وفهم السياق المحلي قبل تداول الأخبار، خصوصًا في مناطق النزاع، حيث يمكن للشائعات أن تزيد من التوتر وتهدد الاستقرار المحلي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4