القاهرة والرياض.. مباحثات استراتيجية في نيوم

السيسي يتوجه إلى السعودية للقاء ولي العهد ومناقشة ملفات غزة والبحر الأحمر

2025.08.21 - 11:24
Facebook Share
طباعة

في خطوة تعكس عمق العلاقات المصرية ـ السعودية وحرص البلدين على التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية، توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، إلى مدينة نيوم شمال غرب السعودية، لعقد مباحثات موسعة مع ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.

وبحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية المصرية، تأتي الزيارة استجابة لدعوة رسمية من ولي العهد، وتشمل عقد جلسة مباحثات رسمية تبحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض، عبر آليات تنسيق جديدة، من بينها تشكيل مجلس أعلى للتنسيق بين البلدين وتوقيع اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات.

المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي، أوضح أن اللقاء سيُركز على تطوير التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، إلى جانب مناقشة القضايا الإقليمية الملحّة، وفي مقدمتها تطورات الحرب في غزة، إضافة إلى ملفات لبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن، فضلاً عن أمن البحر الأحمر الذي يظل محوراً مشتركاً للأمن القومي المصري والسعودي.

 

تأتي زيارة الرئيس المصري إلى السعودية في توقيت حرج تشهد فيه المنطقة تصعيداً متواصلاً على جبهات عدة، أبرزها العدوان الإسرائيلي على غزة وما يحمله من تداعيات إنسانية وأمنية، إلى جانب التوترات المتزايدة في البحر الأحمر المرتبطة بالصراع اليمني. وفي هذا السياق، تحاول القاهرة والرياض تثبيت معادلة إقليمية جديدة قائمة على التنسيق الأمني والسياسي والاقتصادي، بما يتيح لهما لعب دور أكبر في احتواء أزمات المنطقة ورسم مسارات الحلول.

 

وتشهد العلاقات المصرية – السعودية خلال السنوات الأخيرة زخماً اقتصادياً متزايداً، انعكس في ارتفاع حجم التبادل التجاري وتنامي الاستثمارات السعودية في السوق المصرية، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والعقارات والسياحة.
وتسعى القمة المرتقبة في نيوم إلى توقيع اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات، إلى جانب تشكيل مجلس أعلى للتنسيق بين البلدين، بما يوفّر آلية مؤسسية جديدة لدعم المشاريع المشتركة.
كما يُنتظر أن تبحث القاهرة والرياض تعزيز التعاون في مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وربط شبكات الكهرباء، فضلاً عن دعم مبادرات تنموية مرتبطة برؤية السعودية 2030 وخطط مصر للتحول الاقتصادي.
هذه التفاهمات تمثل بعداً استراتيجياً في ظل سعي البلدين إلى تقليل الاعتماد على الاقتصاديات الغربية، وتعزيز التكامل العربي – الإقليمي كخيار لمواجهة الاضطرابات العالمية.

 


تأتي زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للسعودية في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتقاطع التطورات الأمنية في غزة مع أزمات ممتدة في لبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن.
ويُعد ملف أمن البحر الأحمر من أبرز أولويات المباحثات، في ظل تصاعد التهديدات التي تمس حركة الملاحة الدولية نتيجة الصراع اليمني، وهو ما يدفع القاهرة والرياض إلى تعزيز التنسيق البحري والعسكري لحماية هذا الممر الحيوي.
كما أن استمرار الحرب في غزة وتداعياتها الإنسانية والسياسية يفرض على البلدين تنسيقاً مشتركاً في الاتصالات الدبلوماسية مع الأطراف الدولية، سعياً لتثبيت التهدئة ومنع اتساع نطاق الصراع.
بجانب ذلك، يمثل التعاون الأمني بين مصر والسعودية ركيزة لضبط التوازنات الإقليمية، خاصة في ظل تصاعد التنافس الإقليمي والدولي على النفوذ في الشرق الأوسط، حيث تحرص القاهرة والرياض على الحفاظ على دور محوري في صياغة ترتيبات ما بعد الأزمات.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4