سجلت الساعات الأخيرة في قطاع غزة اليوم الأربعاء ، موجة عنف جديدة أسفرت عن استشهاد 72 فلسطينياً في مناطق متفرقة من القطاع، بينهم مدنيون كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية أو يعملون على تأمينها، تأتي هذه الاعتداءات ضمن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في إطار خطة تهدف إلى إعادة احتلال مدينة غزة بشكل تدريجي، بدءاً بالتهجير القسري لساكني المناطق المكتظة بالسكان، خصوصًا في حيي الزيتون والصبرة.
العمليات العسكرية تعود إلى استراتيجية الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تهدف إلى فرض السيطرة المباشرة على القطاع وتقويض قدرة حركة حماس على إدارة المناطق المدنية والعسكرية، هذه الاستراتيجية تتزامن مع الدعم الأمريكي المستمر، ما يزيد من تعقيد الموقف الدولي ويزيد من حدة الاحتجاجات الحقوقية والإنسانية حول العالم.
الأثر الإنساني للتصعيد يتجلى في ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، تدمير المنازل والممتلكات، وتهجير آلاف السكان. من بين الضحايا، شهدت مناطق شمال غزة مثل جباليا النزلة وحي الزيتون حالات قصف مباشر على منازل نازحين وخيام، ما أدى إلى مقتل عائلات كاملة وإصابة آخرين. كما سجلت مناطق وسط القطاع ومخيم النصيرات سقوط شهداء أثناء انتظارهم للمساعدات، يسلط الضوء على الخطر الذي يواجه المدنيين في أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء والدواء.
في جنوب القطاع، استهدفت الطائرات والمروحيات الإسرائيلية خياماً ومنازل نازحين في خان يونس، ما أسفر عن مقتل نساء وأطفال، واستمرار معاناة السكان الذين يعانون الحصار وقلة الموارد الأساسية، هذه الأحداث تبين حجم التحديات الإنسانية المتزايدة في القطاع، خصوصًا مع استمرار سياسة التهجير القسري التي تطال نحو مليون فلسطيني.
العواقب على المدى الطويل تشمل تفاقم الأزمة الإنسانية، انتشار المجاعة، زيادة أعداد النازحين داخلياً، وتدمير البنية التحتية الحيوية. كما أن استمرار القصف يعطل وصول المساعدات الدولية ويزيد من هشاشة السكان، ويعقد أي محاولات لإعادة الاستقرار أو تقديم خدمات صحية وتعليمية أساسية.
الوضع في غزة يؤكد الحاجة الملحة لتدخل دولي عاجل يوقف العمليات العسكرية ويضمن حماية المدنيين، مع وضع حد للتهجير القسري وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. كما يعكس الضغط على المجتمع الدولي للعمل وفق القانون الدولي والاتفاقيات الإنسانية لتخفيف معاناة السكان، خصوصًا الأطفال والنساء الذين يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا.