تحذيرات الأردن… قراءة في حسابات الإقليم

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.20 - 04:19
Facebook Share
طباعة

أطلق وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تحذيرات واضحة من التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، مؤكداً أن استمرار التدخلات الإسرائيلية يهدد استقرار المنطقة بأكملها هذه التصريحات، التي جاءت في مؤتمر صحفي بموسكو، لم تكن مجرد موقف دبلوماسي عابر، بل تعكس شبكة من الحسابات الأمنية والسياسية التي تحكم نظرة عمان إلى المشهد السوري. فالأردن يرى أن أي اضطراب في الجنوب السوري يرتد سريعاً على أمنه الداخلي، ويفتح الباب أمام موجات جديدة من الفوضى يصعب التحكم بها.


الخلفية الأولى للموقف الأردني تكمن في أن التمدد الإسرائيلي في العمق السوري يهدد صيغة التوازن الهشة التي نجحت عمان في الحفاظ عليها طوال السنوات الماضية، بين التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، والحوار المستمر مع دمشق وموسكو من جهة أخرى. أي خطوة إسرائيلية إضافية تفتح الباب أمام مواجهة مباشرة تُخرج الأردن من موقع "الوسيط الحذر" إلى ساحة طرف متأثر بالصراع.

المستوى الثاني يرتبط بمخاوف الأردن من أن يؤدي استمرار التوغل الإسرائيلي إلى إضعاف الدولة السورية أكثر، بما يعني خلق فراغ جديد في الجنوب. مثل هذا الفراغ يعيد إنتاج جماعات مسلحة أو شبكات تهريب عابرة للحدود، وهو سيناريو ترى عمان أنه يقوّض أمنها القومي. الجنوب السوري، وخاصة السويداء، يمثل خاصرة حساسة للأردن، وأي فوضى هناك تُترجم سريعاً في شكل تهريب سلاح ومخدرات وتصاعد نشاط ميليشيات محلية.

أما المحور الثالث فيتمثل في المشهد الإقليمي الأوسع، إذ أن أي تصعيد إسرائيلي داخل سوريا يضعف فرص التفاهمات الروسية – الأميركية حول إدارة الأزمة السورية. الأردن الذي يعمل على خط موسكو وواشنطن يدرك أن استمرار إسرائيل في خرق قواعد الاشتباك قد يقوّض المساعي الدولية لإعادة دمج دمشق تدريجياً في النظام الإقليمي. من هنا جاءت تصريحات الصفدي بالتشديد على أن "استقرار سوريا هو استقرار المنطقة"، في إشارة إلى أن عمان لا تدافع عن دمشق فقط، وإنما عن استقرار أوسع ترى أنه مهدد إذا استمرت إسرائيل في استراتيجيتها الحالية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5