في صباح مليء بالتوتر، تقدمت خلية من المقاومة من فتحة نفق قرب موقع للجيش الإسرائيلي التابع لسريّة "خروب" في خان يونس جنوب قطاع غزة، محاولةً التسلل إلى داخل الموقع وأسر الجنود المتمركزين هناك. وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت أن الهجوم كان منظمًا ودقيقًا، ويظهر مستوى متقدمًا من تنسيق المقاومة الفلسطينية، مع قدرة واضحة على التخطيط والتنفيذ الميداني.
قرابة الساعة التاسعة صباحًا، وصلت الخلية إلى الموقع الأمامي للسرية، حيث أطلقت نيران رشاشات ثقيلة وقذائف RPG باتجاه الجنود. المواجهة كانت مباشرة من مسافة صفر، إذ اصطدم المسلحون بالجنود وجها لوجه، في اشتباك ناري مكثف دام أكثر من نصف ساعة. تصدى الجيش الإسرائيلي للهجوم بسرعة، مستدعيًا طائرات سلاح الجو لتقليص تقدم الخلية، فيما لم تتمكن الغارات من إصابة جميع المسلحين، ما سمح للبعض بالاستمرار في المواجهة أو الانسحاب عبر النفق لاحقًا.
وفقًا للإعلام الإسرائيلي، أسفر الاشتباك عن مقتل ما بين ثمانية إلى عشرة مسلحين، بينما فر الباقون عبر النفق. وأصيب ثلاثة جنود إسرائيليين، أحدهم إصابته خطيرة، فيما لم يحقق الجيش هدف المسلحين الأساسي، وهو أسر الجنود. وبحسب المصادر، كان الهجوم مخططًا مسبقًا، حيث استغلت الخلية الأنفاق للوصول إلى نقاط قريبة جدًا من المدخل الرئيسي للموقع، ما يعكس مستوى عالٍ من التخطيط والجرأة لدى المقاومة.
توضح هذه الواقعة قدرة المقاومة على تحويل التخطيط الاستراتيجي إلى عمل ميداني فعال، واستمرار استخدام الأنفاق كأداة رئيسية للتسلل رغم الحملات الإسرائيلية المكثفة لتدميرها. كما يبرز الهجوم تطور تكتيكات المقاومة من الهجمات البعيدة إلى مواجهة مباشرة، ما يعكس تصميمًا على مواجهة الاحتلال والدفاع عن الأرض بكل الوسائل المتاحة.
الهجوم يعكس قدرة الفصائل الفلسطينية على تنفيذ عمليات نوعية ومنسقة، ويؤكد استمرار الضغط الميداني على الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة. كما يسلط الضوء على هشاشة الإجراءات الأمنية الإسرائيلية في مواجهة تحركات المقاومة عبر الأنفاق، ويؤكد أن الفصائل قادرة على الحفاظ على مواقعها وممارسة ضغط فعلي على الاحتلال، مع إبراز مهارة تنظيمية وتكتيكية عالية في مواجهة القوات الإسرائيلية.