لماذا يشكل مخيم عين الحلوة خاصرة رخوة للبنان؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.19 - 04:26
Facebook Share
طباعة

توقيف الجيش اللبناني لمطلوبين بارزين من الجماعات المتشددة في محيط صيدا يعيد تسليط الضوء على مخيم عين الحلوة، الذي ظل لعقود يُوصف بأنه "خاصرة رخوة" في المشهد الأمني اللبناني المخيم ليس مجرد مساحة مكتظة باللاجئين الفلسطينيين، بل هو ساحة مفتوحة لتقاطع الحسابات السياسية والأمنية، اللبنانية والفلسطينية والإقليمية.

الخلفيات تعود إلى أن الدولة اللبنانية لا تمارس سيادة كاملة داخل المخيمات الفلسطينية، التزاماً بتفاهمات قديمة تقضي بترك إدارة المخيمات للفصائل. هذا الوضع أوجد فراغاً استغلته مجموعات متشددة اتخذت من المخيم ملاذاً آمناً، مستفيدة من توازنات داخلية وتعقيدات ديموغرافية تمنع الجيش من الدخول بشكل كامل.

من هنا، يمثل عين الحلوة بيئة هشة يمكن أن تُستغل من قبل الجماعات المسلحة، سواء لتنفيذ عمليات داخل لبنان أو لتأمين خطوط دعم وعبور للمقاتلين العائدين من سوريا توقيف المطلوبين رسالة واضحة بأن الجيش يسعى لتقليص هذه الثغرات ومنع تحول المخيم إلى نقطة ارتكاز جديدة للتطرف، خصوصاً في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها لبنان.

التداعيات تبقى مفتوحة، فنجاح العملية قد يثير ردود فعل داخلية في المخيم ويعيد خطر الاشتباكات بين الفصائل، لكنه في الوقت نفسه يعزز صورة الجيش كجهة وحيدة قادرة على فرض الأمن.
المعادلة الصعبة أمام الدولة اللبنانية تكمن في كيفية موازنة الحزم الأمني مع حساسية الملف الفلسطيني، حيث إن أي خطأ قد يشعل دائرة عنف جديدة يصعب احتواؤها.

المخيم بهذا المعنى ليس مجرد مساحة جغرافية صغيرة جنوب لبنان، بل عقدة أمنية وسياسية تجعل منه أحد أخطر الملفات التي تواجهها الدولة، وتجعل صيدا والجنوب في حالة ترقب دائم لأي تطور. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3