"ماذا يرتدي الزعيم؟".. زيلينسكي يتحدى الموضة الأمريكية أمام ترامب

2025.08.19 - 03:26
Facebook Share
طباعة

في أحدث حلقات مسلسل "ماذا يرتدي الزعيم؟"، قرر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن يثبت للعالم أن الانتقادات السابقة للملابس ليست نهاية المطاف، فاختار سترة سوداء كلاسيكية ليقابل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، بعد أشهر من الجدل حول قميصه العسكري في فبراير الماضي.

مصمم أزياء زيلينسكي، فيكتور أنيسيموف، أكد لمجلة "WWD" أن التغيير لم يكن مجرد رد على الانتقادات، بل خطة محكمة بدأت منذ يناير، أي قبل أكثر من نصف عام من "فضيحة القميص العسكري". وأضاف أنيسيموف أن اختيار البدلة السوداء لم يأتِ اعتباطيًا، بل كان بمثابة "تحديث جذري لصورة الزعيم"، ووسيلة لإثبات أن زيلينسكي قادر على التكيف مع قواعد البروتوكول الأمريكي – وبنفس الوقت أن يبقى أنيقًا.

الصحافة الغربية لم تفوت فرصة التعليق، حيث وصفت "ديلي ميل" الزي الجديد بأنه "تقدم ملموس" مقارنة بالسترة العسكرية السابقة، فيما لم يتردد ترامب نفسه في الإشارة إلى أناقة زيلينسكي خلال اللقاء. يبدو أن الرئيس الأوكراني نجح أخيرًا في دمج الجدية الرئاسية مع لمسة من الموضة الأوروبية، دون أن يتحول لقميصه العسكري إلى مادة للنكات مرة أخرى.


هذه ليست المرة الأولى التي يصبح فيها مظهر زيلينسكي مادة للجدل الإعلامي. في فبراير الماضي، أثار الرئيس الأوكراني موجة من التعليقات الساخرة بعد ظهوره في المكتب الأبيض مرتديًا زيًا عسكريًا رسميًا، ما اعتبره البعض "خارج البروتوكول" وأدى إلى سخرية بعض الصحفيين، وحتى الرئيس ترامب لم يفوّت الفرصة للتعليق بشكل مرح على اختياره الغريب.

رد فعل وسائل الإعلام العالمية أظهر كيف يمكن لأمور سطحية مثل اختيار بدلة أو سترة أن تتحول إلى قضية رأي عام، وتصبح جزءًا من "حرب السرديات" حول صورة الزعيم. من هنا، جاءت خطوة زيلينسكي باختيار سترة سوداء كلاسيكية في الاجتماع الأخير، كاستراتيجية ذكية لإعادة بناء صورته الرسمية، ولتجنب أي انتقادات جديدة قد تشتت الانتباه عن القضايا السياسية الكبرى.

هذا الجدل حول المظهر يعكس أيضًا حساسية العلاقات الدولية، حيث أن كل تفصيل – حتى الملابس – يمكن أن يُفسر على أنه رسالة رمزية، أو مؤشر على الجدية والاحترافية. بالنسبة لزيلينسكي، يبدو أن دروس الموضة لم تعد مجرد تفاصيل سطحية، بل جزء من أدواته الدبلوماسية لإرسال "الرسائل الصحيحة" دون الحاجة للكلمات.


بعد الانتقادات التي طالت مظهره العسكري في لقاء فبراير الماضي مع ترامب، بدا أن زيلينسكي أخذ الدرس بجدية. لم يكن الهدف مجرد اختيار بدلة أنيقة هذه المرة، بل إرسال رسالة واضحة: أنا أستمع وأتفاعل مع الملاحظات، لكن دون أن أفقد شخصيتي أو استقلالي في القرار.

اختياره السترة السوداء الرسمية يعكس استراتيجية دقيقة لإعادة بناء صورته أمام الإعلام والجمهور الأمريكي والعالمي، وتجنب أي جدل جديد حول التفاصيل الشكلية. وفي الوقت نفسه، يظهر زيلينسكي قدرة على المزج بين الجدية الرئاسية والحس الدبلوماسي، مؤكدًا أن المظهر ليس ترفًا، بل أداة للتواصل الرمزي، خاصة في لقاءات عالية المستوى مثل البيت الأبيض.

في النهاية، يمكن القول إن زيلينسكي أثبت للعالم درسًا مهمًا: حتى في السياسة، الملابس تصنع الفارق… وربما تمنعك من التعرض للسخرية العالمية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9