اليونيفيل تحت المجهر الإسرائيلي.. ماذا وراء الأزمة في لبنان؟

2025.08.19 - 02:38
Facebook Share
طباعة

أثار وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، موجة جديدة من التوتر حول مستقبل قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، من خلال رسالة عاجلة وجهها إلى السيناتور الأمريكي ماركو روبيو، طالب فيها بوقف عمل القوة الأممية في الجنوب اللبناني. هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد الخروقات على الحدود الجنوبية، وتنامي النقاش الدولي حول جدوى استمرار الوجود الأممي في المنطقة.

 

بحسب تقرير صحيفة "يسرائيل هيوم"، يرى ساعر أن "اليونيفيل فشلت في مهمتها الأساسية، وهي منع تموضع حزب الله جنوب نهر الليطاني". وأكد أن استمرار عمل القوة الأممية لم يعد يحقق الهدف الذي أنشئت من أجله، معتبراً أن الوضع الحالي يسمح للحزب بالتمدد العسكري دون رادع فعال.


الرسالة الإسرائيلية تأتي في وقت حرج، مع موعد مناقشة مجلس الأمن لتجديد مهمة "اليونيفيل"، التي تنتهي حاليا في 31 أغسطس. القوة الأممية، التي تأسست عام 1978، تواجه انتقادات مزدوجة: من مؤيدي حزب الله الذين يتهمونها بالتواطؤ مع إسرائيل، ومن الجانب الإسرائيلي الذي يعتبرها متغاضية عن الأنشطة العسكرية للحزب في جنوب لبنان.


اطلعت "رويترز" على مشروع القرار الفرنسي لتجديد تفويض "اليونيفيل"، والذي يقترح التمهيد لانسحاب القوة الأممية تدريجياً، مع التأكيد على أن الحكومة اللبنانية يجب أن تكون الجهة الوحيدة المكلفة بتأمين الجنوب، شريطة سيطرتها الكاملة على الأراضي اللبنانية والتوصل إلى ترتيب سياسي شامل بين الأطراف. هذا المقترح يعكس الرغبة الدولية في تعزيز السيادة اللبنانية، لكنه يفتح الباب أمام سيناريوهات تصعيد محتملة في حال فشل الدولة اللبنانية في فرض الأمن على الأرض.


في ظل الانقسامات الداخلية اللبنانية، وضغوط إسرائيلية واضحة على المجتمع الدولي، يبدو مستقبل "اليونيفيل" في جنوب لبنان معقداً، ويطرح أسئلة استراتيجية حول قدرة الحكومة اللبنانية على تأمين المنطقة وحماية الحدود، في وقت تتصاعد فيه المخاطر الأمنية والتوترات الإقليمية.

 

قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، المعروفة باسم "اليونيفيل"، تأسست عام 1978 عقب الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان بهدف مراقبة وقف إطلاق النار بين الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية، ودعم الحكومة اللبنانية في إعادة سيطرتها على المنطقة الحدودية. تتمثل مهامها الأساسية في مراقبة وقف إطلاق النار، المساعدة في ضمان حرية حركة المدنيين، وتقديم الدعم اللوجستي للجيش اللبناني لتعزيز الأمن في الجنوب.

مع مرور العقود، توسعت مهام "اليونيفيل" لتشمل دوريات مشتركة مع الجيش اللبناني، مراقبة الانتهاكات العسكرية، وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية في المناطق الحدودية. رغم ذلك، واجهت القوة انتقادات متكررة من مختلف الأطراف: من جانب إسرائيل التي تعتبر أن اليونيفيل تتغاضى عن أنشطة حزب الله العسكرية، ومن جانب حزب الله ومؤيديه الذين يرون أن القوة تعمل لصالح إسرائيل.

يتم تجديد تفويض "اليونيفيل" سنويًا من قبل مجلس الأمن، مع التركيز على التحديات الأمنية والسياسية المعقدة في المنطقة. وقد أصبح وجودها اليوم محور جدل سياسي واستراتيجي، خاصة في ظل تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية للبنان وظهور مطالب دولية بإعادة النظر في دورها أو الانسحاب تدريجيًا، مع التأكيد على أن تكون الحكومة اللبنانية هي الجهة الوحيدة المكلفة بتأمين المنطقة.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4