أحبط جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب وسائل إعلام عبرية، محاولة مجموعة من المستوطنين إقامة بؤرة استيطانية جديدة داخل الأراضي السورية المحتلة، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا غير مسبوق على صعيد مشاريع التوسع الاستيطاني خارج الخط الأخضر.
ووفق ما تداولته وسائل إعلام عبرية، فقد تسلّلت مجموعة من العائلات المستوطِنة من شمالي الضفة الغربية، إلى داخل الأراضي السورية المحتلة في الجولان، وتحديدًا قرب مستوطنة "ألون هبشان"، بهدف الشروع بإقامة مستوطنة جديدة تحت اسم "نفيه هبشان"، وهو اسم يحمل دلالات توراتية مرتبطة بهضبة الجولان.
محاولة فرض واقع جديد
المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "روّاد هبشان" كانت تخطط للبقاء في الموقع بشكل دائم، برفقة أطفالها، في محاولة لفرض أمر واقع جديد، ضمن ما وصفوه بـ"مبادرة فردية"، دون غطاء رسمي مباشر من الحكومة أو الجيش.
لكن قوة من الفرقة العسكرية 210 التابعة لجيش الاحتلال تحركت فورًا إلى الموقع، بعد تلقيها بلاغًا عن اختراق للسياج الأمني، وقامت بإخراج المتسللين وإعادتهم إلى الداخل، ليُحالوا بعدها إلى التحقيق لدى شرطة الاحتلال، وفق بيان رسمي صدر لاحقًا.
وجاء في البيان أن "الحادث خطير ويشكّل مخالفة جنائية واضحة، ويعرض حياة المواطنين والجنود للخطر"، في وقت لم تُدلِ فيه الجهات السياسية الإسرائيلية بأي تعليق مباشر حول الواقعة.
ورغم فشل المحاولة مؤقتًا، إلا أن القائمين عليها أكدوا أنهم لا يستبعدون حصولهم على دعم رسمي في المستقبل للمضي في مشروعهم الاستيطاني، في ظل الدعم الحكومي المتواصل لبناء وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية والجولان السوري المحتل.
سياق تصعيدي مستمر
وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال داخل الأراضي السورية، وخصوصًا في المناطق الحدودية مع الجولان المحتل، إذ شهدت الأيام الماضية سلسلة من الاعتداءات والتوغلات التي نفذتها قوات الاحتلال داخل قرى وبلدات في ريف القنيطرة.
ففي بلدتي كودنة وعين زيوان، توغّلت قوة عسكرية وأطلقت الرصاص على دراجات نارية، كما فتّشت عددًا من المنازل دون أن تسفر الحملة عن إصابات أو اعتقالات. وفي حادثة مشابهة، دخلت قوة إسرائيلية إلى قرية الصمدانية الشرقية، وأقامت حاجزًا مؤقتًا وشرعت بتفتيش المارّة.
أما في طرنجة، فقد اعتقلت قوة من جيش الاحتلال مواطنًا سوريًا خلال عملية دهم رافقتها اعتداءات على مدنيين. كما اعتُقل ثلاثة آخرون في بلدة القنيطرة المهدّمة، حيث صادر الجنود جرارًا زراعيًا كانوا يستخدمونه في نقل بقايا أشجار أُزيلت بواسطة آليات الاحتلال.
"مهمة تاريخية"
وتتزامن هذه التطورات مع تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أعرب فيها عن شعوره بأنه في "مهمة تاريخية وروحية"، مؤكدًا ارتباطه بـ"رؤية إسرائيل الكبرى"، في إشارة واضحة إلى مشروع توسعي يشمل أراضي من دول عربية، من بينها سوريا.
وتثير هذه التحركات تساؤلات حول مستقبل الجولان السوري المحتل، في ظل محاولات فرض وقائع استيطانية على الأرض، ودفع المجتمع الدولي لتقبّلها كأمر واقع، في تحدٍّ صارخ للقوانين الدولية ولقرارات مجلس الأمن التي تؤكد أن الجولان أرض سورية محتلة.