مواد البلاستيك تهدد خصوبة الرجال عالميًا

وكالة أنباء آسيا

2025.08.19 - 09:07
Facebook Share
طباعة

حذر خبراء الصحة والطب البيئي من أن المواد المضافة في البلاستيك، مثل الفثالات والبيسفينولات، لم تعد مجرد مسألة بيئية، بل أصبحت تهديدًا مباشرًا لصحة الإنسان وخصوبة الرجال على مستوى العالم. الانخفاض المستمر في أعداد الحيوانات المنوية يشير إلى أزمة صحية بعيدة المدى قد تؤثر على المجتمعات الصناعية والناشئة على حد سواء.

 

اتجاه عالمي مقلق:

أظهرت الدراسات انخفاض أعداد الحيوانات المنوية بنسبة 60% في الدول الغربية بين عامي 1973 و2011، مع استمرار انخفاضها بأكثر من 2% سنويًا بعد عام 2000. هذه البيانات تشير إلى أن الظاهرة ليست موسمية أو مؤقتة، بل نتيجة تراكمية لتعرض الرجال للمواد الكيميائية في البلاستيك منذ الطفولة.

تأثير مباشر على الصحة الإنجابية

المواد الكيميائية المضافة تعطل التوازن الهرموني، مسببة تشوهات خلقية مثل صغر حجم الأعضاء التناسلية، وتؤثر على القدرة الإنجابية لاحقًا. هذا يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مدى تأثير المنتجات الصناعية الحديثة على الصحة البشرية بشكل عام.

فشل المفاوضات الدولية

على الرغم من تحذيرات الخبراء، فشلت المفاوضات الدولية في جنيف الشهر الماضي في التوصل إلى اتفاق ملزم للحد من استخدام هذه المواد، بسبب ضغط بعض الدول المنتجة للنفط والغاز، ما يعكس التحدي بين مصالح اقتصادية وضرورة حماية الصحة العامة.

الحاجة إلى بدائل شاملة

الخبراء يشددون على أن الحد من التعرض الشخصي، مثل استخدام عبوات خالية من البلاستيك أو تقليل استهلاك الأغذية المعبأة، ليس كافيًا، وأن الحل يتطلب سياسات عالمية صارمة وتشجيع الصناعة على تطوير بدائل آمنة وصديقة للإنسان والبيئة.

 

يُعتبر هذا التحذير جزءًا من أزمة بيئية وصحية أوسع، حيث تظهر الدراسات أن المواد الكيميائية الصناعية تؤثر على الجهاز الهرموني لدى البشر وتزيد من مخاطر الأمراض المزمنة. القضية تكشف التحدي المستمر بين التقدم الصناعي وحماية الصحة العامة، مما يفرض على الحكومات والمجتمع الدولي إيجاد حلول متوازنة وسريعة قبل أن تتحول الأزمة إلى مشكلة اجتماعية وإنجابية عالمية.


ومنذ منتصف القرن العشرين، شهد العالم توسعًا هائلًا في صناعة البلاستيك والمواد الكيميائية المضافة، والتي استُخدمت في التغليف، الألعاب، الأدوات المنزلية، ومستحضرات التجميل. الفثالات والبيسفينولات، أبرز هذه المواد، أثبتت الدراسات تأثيرها المباشر على الجهاز الهرموني للذكور، ما يؤدي إلى تشوهات خلقية وانخفاض الخصوبة لاحقًا.

الأزمة ليست محصورة بالدول الغربية؛ إذ تتزايد المخاطر في الدول الناشئة بسبب الاستهلاك المتنامي للمنتجات البلاستيكية، مع غياب لوائح صارمة للسلامة الكيميائية. الفشل الدولي في إقرار قيود ملزمة على هذه المواد يعكس صراعًا مستمرًا بين مصالح اقتصادية ضخمة، خصوصًا لدول النفط والغاز، والحاجة الملحة لحماية الصحة العامة.

خبراء الصحة العامة يشيرون إلى أن المشكلة لا يمكن حلها بالجهود الفردية وحدها، مثل استخدام عبوات خالية من البلاستيك أو تقليل استهلاك الأغذية المعبأة. الحل يتطلب سياسات دولية صارمة، تطوير بدائل صناعية آمنة، وحملات توعية عالمية لخفض التعرض المبكر للمواد الكيميائية منذ الطفولة، لضمان صحة الأجيال المقبلة.

هذه الأزمة البيئية والصحية تتقاطع مع قضايا أكبر مثل التغير المناخي، الاستدامة الصناعية، وحقوق الإنسان في الصحة والبيئة، ما يجعلها مؤشرًا على ضرورة إعادة تقييم العلاقة بين الصناعة الحديثة وصحة المجتمعات العالمية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2