تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني يأتي نتيجة تراكم عوامل متعددة تزيد من معاناة المدنيين، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة فقد سجل المكتب ارتفاعًا مستمرًا في حالات الوفيات اليومية، بما فيها حالات مرتبطة بالجوع بين الأطفال، في ظل نقص حاد في الغذاء والإمدادات الأساسية.
وتشير البيانات إلى أن المطابخ الجماعية في شمال وجنوب القطاع تعمل بأضعاف طاقتها المعتادة، إذ تنتج حوالي 380 ألف وجبة يومياً مقارنة بأكثر من مليون وجبة يومياً في أبريل الماضي، ما يعكس الضغط الكبير على الخدمات الأساسية. كما يحتاج نحو 1.35 مليون شخص إلى مأوى طارئ، فيما يفتقر حوالي 1.4 مليون آخرين لمستلزمات منزلية أساسية، مما يوضح اتساع نطاق الاحتياجات الإنسانية.
الأوضاع الأمنية تزيد الأزمة تعقيدًا، إذ تستمر الهجمات على المدنيين وتعرقل إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن، ما يزيد من المخاطر على السكان ويؤكد مكتب الأمم المتحدة أنه لن يشارك في أي تهجير قسري للفلسطينيين، معتبرًا أن إجبار السكان على النزوح قد يرتقي إلى التهجير القسري ويفاقم الكارثة الإنسانية.
هذه العوامل مجتمعة تكشف أن الأزمة ليست مجرد نقص في الموارد، بل هي نتيجة تداخل قيود الحركة، انقطاع الإمدادات، وتدهور البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما يجعل المدنيين أكثر هشاشة ويعقد جهود الإغاثة الإنسانية.