تمكنت اللجنة المصرية للمساعدات الإنسانية من إيصال آلاف عبوات حليب الأطفال إلى قطاع غزة، في خطوة جاءت استجابةً لحاجة ملحة وسط تفاقم أزمة نقص المواد الغذائية والحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع. تأتي هذه الجهود ضمن سلسلة من المبادرات المصرية الرامية لتخفيف معاناة المدنيين، خصوصًا الأطفال والنازحين.
بدأت جهود الهلال الأحمر المصري منذ 27 يوليو الماضي مع انطلاق قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، التي حملت آلاف الأطنان من المساعدات الأساسية، شملت الحليب للأطفال، الدقيق، الأدوية، المستلزمات الطبية، والوقود. وقد وزعت هذه المساعدات على المستشفيات الرئيسية في غزة، مثل مجمع ناصر الطبي، إضافة إلى المخيمات التي تعاني من مجاعة شديدة وارتفاع حالات سوء التغذية بين الأطفال.
وتشكل هذه القوافل استجابة مباشرة لنقص المواد الأساسية في القطاع، الذي تفاقم منذ بدء العمليات الإسرائيلية الأخيرة وفرض الحصار المتواصل، ما أثر بشكل كبير على حياة المدنيين، وأدى إلى تدهور الوضع الصحي للأطفال، مع ظهور حالات إصابة بالجفاف وسوء التغذية الحاد.
ويستمر الهلال الأحمر المصري في التنسيق مع السلطات المحلية لتأمين دخول المساعدات عبر معبر رفح، مع الحفاظ على جهوزيته اللوجستية في جميع المراكز الحدودية، لضمان إيصال الإمدادات بشكل منتظم ومستمر، رغم التحديات الأمنية والسياسية.
تأتي هذه الجهود المصرية في سياق دور القاهرة الإنساني المتواصل تجاه غزة منذ عقود، حيث تعتبر مصر نفسها بوابة رئيسية لتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع، لاسيما خلال الأزمات الكبيرة. وقد أثبتت القوافل السابقة فعاليتها في تقديم الدعم الغذائي والطبي للمدنيين الفلسطينيين، لكن التحدي الأكبر يبقى استمرار الحصار الإسرائيلي وتأثيره المباشر على الأطفال والنساء وكبار السن.
من المتوقع أن تستمر مصر في لعب دور محوري في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة خلال الأشهر المقبلة، مع تكثيف التنسيق مع المنظمات الدولية لتوفير الدعم الطبي والغذائي. كما يمكن أن يؤدي استمرار الحصار ونقص الموارد الأساسية إلى تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل، مما قد يدفعها إلى تخفيف القيود على دخول المواد الغذائية والدوائية، في حال تصاعدت الأزمة الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة.