تعرض قطاع غزة مساء اليوم الأحد لتصعيد عسكري عنيف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين المدنيين، بينهم العديد من طالبي المساعدات الإنسانية يأتي هذا التصعيد في وقت يعاني فيه السكان من حصار خانق وانعدام كلي للموارد الأساسية، وسط استمرار الغارات والقصف الجوي على مناطق مأهولة بالسكان.
وأفاد مصدر طبي لوكالة وفا الفلسطينية، بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على المواطنين في منطقة زكيم شمال غرب القطاع أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات، ما أسفر عن استشهاد عدة أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة كما قُتل شاب إثر قصف جوي استهدف حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وأعلنت مستشفيات القطاع عن وصول أكثر من 40 إصابة إلى مستشفى السرايا الميداني التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، نتيجة إطلاق الرصاص على المدنيين المنتظرين للمساعدات شمال غرب غزة وتشير التقديرات الطبية إلى ارتفاع عدد القتلى اليوم إلى 42 شخصًا بينهم 22 من طالبي المساعدات، فيما يُواصل الاحتلال قصفه لمناطق مختلفة في القطاع.
ووفقًا لمصادر طبية، ارتفعت الحصيلة الإجمالية للضحايا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 إلى 61,944 قتيلًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بينما بلغ عدد المصابين 155,886 شخصًا، بينهم حالات خطيرة جداً تتطلب تدخلات عاجلة وأكدت المصادر أن العديد من الضحايا لا يزالون محاصرين تحت أنقاض المنازل المدمرة، في ظل عجز فرق الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه معاناة المدنيين في القطاع، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، كما تواجه فرق الإغاثة صعوبة في إيصال المساعدات الغذائية والإنسانية بسبب الحصار واستهداف نقاط التوزيع. ويشكل هذا الوضع تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين العزل، ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
ويعكس استهداف طالبي المساعدات مرة أخرى انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، التي تحظر استهداف المدنيين والمنشآت الإنسانية، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية عاجلة لوقف هذا العنف وضمان حماية السكان وتأمين وصول المساعدات الحيوية.
تواصل الغارات والاشتباكات في مختلف مناطق غزة، بينما يبقى سكان القطاع في حالة رعب مستمرة، يواجهون فيها التهديد المباشر على حياتهم وانعدام الأمان الغذائي والصحي، وسط دعوات عاجلة من المؤسسات الحقوقية والدولية للضغط على الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات والحد من المعاناة الإنسانية المتفاقمة.