حماس تعيد تشكيل المواجهة في غزة

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.17 - 11:29
Facebook Share
طباعة

تشهد المواجهات الأخيرة في حي الزيتون بمدينة غزة تحولاً واضحاً في أسلوب القتال الذي تتبعه حركة "حماس" ضد الجيش الإسرائيلي، حيث أصبحت العمليات أكثر تنسيقاً وجرأة، مع استخدام واسع للعبوات الناسفة والصواريخ المضادة للدروع، وفق ما أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية.

مصدر عسكري إسرائيلي أكد لصحيفة "معاريف" أن مقاتلي حماس يظهرون تنظيماً أعلى في العمليات مقارنة بالمواجهات السابقة، مشيراً إلى تنفيذهم كمائن دقيقة استهدفت وحدات إسرائيلية متنوعة من دبابات وجرافات، وأضاف أن الإجراءات الدفاعية الإسرائيلية حالت دون تسجيل إصابات بين صفوف الجيش، رغم كثافة الهجمات.

تركز القوات الإسرائيلية في حي الزيتون على السيطرة على المواقع الاستراتيجية لتعزيز الحصار على المدينة ومراقبة تحركات المقاتلين، حيث يشارك فيها لواء الإطفاء 990، ووحدات "الناحال" والمدرعات، في محاولة لتثبيت النفوذ والسيطرة على عمق المدينة.

على الجانب الفلسطيني، نفذت كتائب "القسام" سلسلة من العمليات المركبة ضد القوات الإسرائيلية، مستهدفة دبابات "ميركافا 4" وجرافات "D9"، إلى جانب كمائن دقيقة أصابت ناقلات جنود وآليات محصنة. وأفادت كتائب القسام بأن كمين أرض البرعصي أدى إلى إصابة جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، مع تدمير منازل تحصن فيها عناصر الجيش.

كما أطلقت "القسام" ضربات على مواقع قيادة وسيطرة للجيش الإسرائيلي في محيط صلاح الدين بمدينة رفح ومجمع المحاكم جنوب خان يونس، بالتعاون مع مجاهدي "سرايا القدس"، ما يعكس تنوع أساليب المقاومة من صواريخ وعبوات ناسفة إلى هجمات مركبة على نقاط استراتيجية.

تُظهر هذه التحركات قدرة حماس على التكيف مع معطيات الحرب وتطوير تكتيكات هجومية ودفاعية متقدمة، ما يزيد من صعوبة تنفيذ الخطط الإسرائيلية في السيطرة على المدينة ومناطقها الحيوية.

التغير في أسلوب القتال يعكس التصميم الفلسطيني على الاستمرار في المقاومة، مستفيداً من التضاريس الحضرية لتعزيز مواقعه الهجومية والدفاعية، ما يجعل المواجهة أكثر تعقيداً ويزيد من المخاطر على القوات الإسرائيلية في ساحة القتال.

هذه التحولات الميدانية تأتي في ظل تصعيد مستمر للهجمات الإسرائيلية على مختلف أحياء غزة، حيث تسعى حماس لاستهداف القوات الإسرائيلية بطرق دقيقة، بما في ذلك الكمائن المركبة واستهداف النقاط العسكرية الحيوية، ما يعكس استراتيجيتها القائمة على التخطيط الدقيق وتكييف الأسلوب وفق الظروف الميدانية.

المشهد الحالي في حي الزيتون يعكس تحوّل المواجهة من قتال تقليدي إلى حرب تكتيكية معقدة، تعتمد على التنسيق والتنفيذ المركب، ما يفرض تحديات إضافية على الجيش الإسرائيلي ويجعل السيطرة على المدينة أكثر صعوبة، في وقت تزداد فيه المخاطر على المدنيين وتتصاعد وتيرة الاشتباك العسكري في القطاع بشكل مستمر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4