في اليوم الـ681 من حرب الإبادة على غزة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلها في جنوب وشرق المدينة، استعداداً للمصادقة على خطط احتلال شامل، بينما ترد المقاومة الفلسطينية بعمليات ضد الجنود والآليات في محاور التوغل.
وتشير التقديرات إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير سيصادق خلال ساعات على الخطة العسكرية الجديدة، في وقت أعلن فيه الجيش بدء إجراءات لإخراج السكان من المناطق المستهدفة.
وفي مجزرة جديدة فجراً، استهدفت مسيّرة إسرائيلية ساحة المستشفى المعمداني في مدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين. بالتوازي، تواصل أرقام المجاعة بالارتفاع، حيث أعلنت وزارة الصحة استشهاد 11 شخصاً – بينهم طفل – جراء الجوع وسوء التغذية، ليرتفع الإجمالي منذ بداية الحرب إلى 251 شهيداً، بينهم 108 أطفال.
وبحسب الوزارة، استقبلت مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة فقط 70 شهيداً و385 إصابة بفعل القصف المستمر، لترتفع الحصيلة الكلية منذ اندلاع الحرب إلى 61,897 شهيداً و155,660 مصاباً.
مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر، أحمد الفرا، أكد استقبال 35 حالة سوء تغذية شديدة في يوم واحد، وأكثر من 70 حالة خلال أسبوع، محذراً من ارتفاع الوفيات بين الأطفال بسبب غياب الدواء وحليب الأطفال، ونقص الغذاء الأساسي في الأسواق.
من جانبها، حذرت وكالة "أونروا" من أن الجوع ينتشر بسرعة هائلة في القطاع، مشيرة إلى أن نحو مليون امرأة وفتاة يواجهن خطر المجاعة الجماعية، ويضطررن لاتّباع استراتيجيات بقاء خطيرة كالبحث عن الطعام والماء، ما يجعلهن عرضة للموت. الأمم المتحدة دعت بدورها لرفع الحصار فوراً وإدخال المساعدات بشكل آمن وواسع، بعد أن وثقت 11 هجوماً إسرائيلياً منذ مطلع الشهر على فلسطينيين أثناء تأمين قوافل المساعدات، أسفرت عن 1670 شهيداً منذ مايو الماضي.
سياسياً، يواصل نتنياهو رفضه لأي اتفاق مع حماس إلا بشروط إسرائيلية، تشمل "إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة، نزع سلاح المقاومة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة". هذه الشروط اعتبرتها حماس تعجيزية، مؤكدة استعدادها لإطلاق الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب وانسحاب الاحتلال وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين، الذين يتجاوز عددهم 10,800 أسير في سجون الاحتلال وسط تعذيب وإهمال طبي.
في الداخل الإسرائيلي، تصاعدت الاحتجاجات والإضرابات بقيادة عائلات الأسرى المحتجزين، الذين أغلقوا شوارع رئيسية وتظاهروا أمام منازل وزراء بينهم وزير الدفاع ووزير التعليم، بمشاركة آلاف الإسرائيليين في أكثر من 350 موقعاً. كما شل الإضراب قطاعات واسعة في البلاد، وسط اتهامات مباشرة لنتنياهو بتعريض حياة الأسرى والجنود للخطر، ومطالبات بصفقة تبادل عاجلة ووقف الحرب.
وسط هذه التطورات، يقف قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية شاملة بين نيران الحرب، قصف المستشفيات، تفاقم المجاعة، وانسداد الأفق السياسي، فيما تستمر المماطلة الإسرائيلية والشلل الأممي في إنقاذ أكثر من مليوني إنسان محاصرين بين الموت جوعاً أو تحت الركام.