أحدثت تصريحات لراهبة أميركية ضجة واسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية بالولايات المتحدة، بعدما تحدثت عن واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن معاناة المسيحيين لا تقل عن معاناة المسلمين في الأراضي المحتلة.
الأم أغابيا ستيفانوبولوس، التي تقيم منذ عام 1996 في بلدة بيثاني بالضفة الغربية، ظهرت في مقابلة مع الإعلامي الأميركي الشهير تاكر كارلسون، حيث وصفت حركة حماس بأنها "حركة مقاومة تدافع عن شعبها وأرضها"، مشيرة إلى أن السياسات الإسرائيلية حوّلت حياة الفلسطينيين إلى معاناة يومية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين.
معاناة واحدة تحت الاحتلال
أوضحت الراهبة أن الإجراءات الإسرائيلية من مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات إلى القيود المفروضة على الحركة، جعلت الحياة "شديدة الصعوبة" على الفلسطينيين كافة. وأضافت أن أعداد المسيحيين تراجعت بشكل ملحوظ منذ النكبة عام 1948 نتيجة التهجير والتضييق المستمر.
وأكدت أن "القضية ليست صراعاً دينياً بل قضية وطنية"، فالمسيحيون يعانون التمييز ذاته فقط لأنهم فلسطينيون، مشيرة إلى أن العديد من الكنائس والمؤسسات المسيحية تعرضت للقصف والدمار، ما يعكس – بحسب قولها – سياسة ممنهجة ضد الوجود الفلسطيني.
انتقاد للدعم الأميركي الأعمى لإسرائيل
ووجهت الأم أغابيا انتقاداً لاذعاً لبعض التيارات المسيحية الصهيونية في الولايات المتحدة التي تمنح إسرائيل دعماً غير مشروط، معتبرة أنهم "يتجاهلون عمداً معاناة المسيحيين الفلسطينيين" ويبررون التوسع الاستيطاني.
التعايش الإسلامي–المسيحي
الراهبة شددت على أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين قائمة على التلاحم، ضاربة مثالاً بمدارس مسيحية في القدس وبيت لحم يدرس فيها طلاب مسلمون بأعداد كبيرة، معتبرة أن هذا التعايش هو السمة الحقيقية للمجتمع الفلسطيني.
صدى واسع للمقابلة
المقابلة التي جاءت بعنوان "هكذا يعيش المسيحيون في الأرض المقدسة" تجاوزت 12 مليون مشاهدة خلال أيام قليلة، واعتُبرت من أبرز الحلقات التي سلطت الضوء على الوجه المغيّب من معاناة الفلسطينيين، سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين، تحت الاحتلال الإسرائيلي وعنف المستوطنين.