توغلات إسرائيلية يومية تهدد الجنوب السوري

2025.08.16 - 06:02
Facebook Share
طباعة

 مع مطلع آب، تصاعدت التحركات العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود الجنوبية لسوريا، مستهدفة محافظتي القنيطرة ودرعا، في نمط تصعيدي واضح يعكس سياسة العدوان المستمرة منذ سنوات. هذه التوغلات اليومية شملت تحليق طائرات الاستطلاع، نصب حواجز مؤقتة، تنفيذ عمليات تفتيش واعتقال، وإطلاق نار باتجاه أحياء سكنية، ما أثار قلق السكان المحليين وأشعل حالة من التوتر الشعبي.


تحليل هذه التحركات يظهر أن إسرائيل تعمل على فرض واقع أمني جديد في الجنوب السوري، مستغلة حالة الغياب الدولي الفعلي عن أي إجراءات رادعة. توغلاتها تشمل دخول قرى مثل طرنجة، حضر، جباثا الخشب، عين زيوان، كودنة، وصيدا الحانوت، إلى جانب عمليات تمشيط واسعة في حوض اليرموك، في خطوة تهدف لتثبيت وجود عسكري دائم على الشريط الحدودي.


إن استمرار هذه الانتهاكات اليومية يوضح أن إسرائيل لا تلتزم بالقوانين الدولية أو الأعراف التي تمنع التوغل في الأراضي السورية، وأن المجتمع الدولي يواصل صمته المريب، مكتفياً بالإدانات الشكلية دون اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف هذه الانتهاكات. فغياب أي تحرك جاد من الأمم المتحدة والدول الغربية يفتح الباب أمام إسرائيل لتكثيف انتهاكاتها دون أي رادع فعلي، ما يعكس تقاعس المجتمع الدولي عن حماية المدنيين وحقهم في الحياة الآمنة.


خلال الأيام الأولى من الشهر، رصدت مصادر محلية سلسلة من التوغلات العسكرية والإجراءات الميدانية التي شملت: دخول دوريات إسرائيلية من قاعدة تل أحمر إلى قرى رويحينة، عين زيوان، أوفانيا، وصيدا الحانوت، وإقامة حواجز مؤقتة لتفتيش المركبات والمواطنين، ما أدى إلى حالة من الخوف وعدم الاستقرار بين السكان. كما قامت القوات الإسرائيلية بهدم منازل واستيلاء على مبانٍ وتحويلها لمقرات عسكرية، في عمليات تهدف لإخضاع المنطقة تحت السيطرة الميدانية والإدارية المباشرة.


تكرار هذه التوغلات يوميًا يكشف استراتيجية إسرائيلية واضحة تعتمد على الضغط النفسي المستمر على المدنيين، وإظهار القوة العسكرية دون خوض مواجهة مباشرة، بهدف خلق واقع جديد على الأرض يفرضه الاحتلال. في الوقت نفسه، المجتمع الدولي، بما في ذلك الهيئات الأممية والدول الكبرى، لم يُظهر أي قدرة على ردع إسرائيل أو فرض آليات حماية حقيقية لسكان الجنوب السوري، مكتفياً بالإدانات الشكلية والتقارير الصحفية، دون اتخاذ خطوات عملية.


هذه السياسة الإسرائيلية المتدرجة، التي تجمع بين التوغلات العسكرية المستمرة والتحليق المكثف للطائرات الاستطلاعية والاعتقالات والاعتداءات على الممتلكات، تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المنطقة. كما أنها تضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي، هل سيواصل الصمت أمام انتهاك سيادة الدول وحقوق المدنيين، أم سيقدم على إجراءات رادعة تفرض احترام القانون الدولي؟


باختصار، توغلات إسرائيلية يومية على الأراضي السورية تكشف الوجه العدواني الذي يستمر بلا رادع، في وقت يبدو فيه المجتمع الدولي عاجزًا عن حماية المدنيين وفرض القانون الدولي. هذه المعادلة تهدد أمن المنطقة بأكملها، وتضع الجنوب السوري على شفا أزمة أكبر إذا استمر الصمت الدولي والردع المتأخر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8