برنامج قد يقلب الطاولة على الاحتلالين الأميركي والإسرائيلي

بقلم: كارلوس عاصي

2025.08.16 - 09:52
Facebook Share
طباعة

معركة ردع الاحتلال والخلاص من الهيمنة ليست معركة شيعية فقط. وإذا كان لحزب الله وحركة أمل وزن شعبي ووطني، فإن توحيد القوميين والشيوعيين والناصريين والمستقلين الوطنيين خلف هدف تحرير لبنان، وطرد نفوذ قوى الهيمنة الخارجية، وبناء دولة سيدة عادلة لا تُختصر بالطوائف بل تقوم على مبدأ التوازن والمداورة، هو هدف جامع لأغلب الشعب اللبناني.

 

لكن السياسة الإعلامية الحالية للمحور تُنفر اللبنانيين وتُحبط ما يدّعي هذا المحور أنه أهدافه. ففي كل الطوائف أعداء لإسرائيل، لكن في كل الطوائف أيضًا من يخشى من تفوق الشيعة التسلحي. وفي كل الطوائف من يرغب بالتحرك ضد الاحتلال، بل وبالتحرك السلمي ضد أدوات الهيمنة. فلماذا يعلو الخطاب الطائفي؟ ولماذا يتعمد الجمهور الصراخ "شيعة شيعة" بدل "لبنان لبنان"؟ هل الهدف البحث عن حلفاء أم زيادة الأعداء باستفزاز الأصدقاء؟

إن الفخر بالانتماء الطائفي أمر مشروع، لكن ليس في ميدان النضال الوطني ضد الاحتلال. من مصلحة الشيعة أن تكون المعركة معركة وطنية شاملة، لا معركة فئوية.

 

أولًا: وضوح البرنامج

ينبغي وضع برنامج سياسي واضح عنوانه بناء الدولة، مع شرح ماهية الدولة المرجوة بما يطمئن باقي الطوائف ويعطل محاولات أدوات الهيمنة تأليب جمهورها طائفيًا.

 

على المقاومة أن تحدد بوضوح:

ما هو مصير سلاحها بعد قيام دولة مقاومة للاحتلال؟

ما هي الاستراتيجية الدفاعية المعلنة بعيدًا عن الغموض الذي يستفز الطوائف الأخرى؟

ما هو شكل الدولة العادلة المزدهرة التي تسعى إليها؟


الغموض في هذه القضايا يُنفّر جميع الطوائف، بما فيها الطائفة الشيعية، ويجعل المستقبل يبدو مظلمًا. هذا الغموض يسهل على خصوم لبنان من "مدّعي الوطنية" التابعين لإسرائيل وحلفائها التحريض ضد المقاومة.

 

ثانيًا: الدولة والقرار الوطني

على البرنامج أن يؤكد أن الدولة المنشودة هي دولة عادلة، قادرة ومقتدرة، لا تركع لسفير، ولا تختطف قرارها شخصية واحدة باسم طائفة معينة. برلمانها وحكومتها يعكسان الإرادة الوطنية الجامعة، لا إرادة الزعامات الفردية.

ثالثًا: العلاقة مع الخارج

من الضروري أن يُوضح البرنامج أن حكومات السعودية وإيران بالنسبة للبنان سواء: من ساعد مصالح لبنان فهو صديق، ومن زجّه في معارك الهيمنة فهو عدو. كذلك ينبغي توضيح العلاقة مع المرجعية الدينية في إيران بأنها علاقة روحية للمؤمنين، تمامًا كما يتبع الكاثوليك البابا في الفاتيكان، من دون أن تعني تبعية سياسية لدولة بعينها.

 

رابعًا: أميركا والعرب

لا بد من تحديد رؤية للعلاقة مع الولايات المتحدة بعد إنهاء هيمنتها على لبنان، ورسم ملامح مشروع لعلاقات أخوية متوازنة مع كل الدول العربية، بعيدًا عن الاستقطاب.

 

إن الغموض الذي يلف الخطاب السياسي الحالي للمحور، وسياسات الاستفزاز الطائفي، هما السبب في تشاؤم اللبنانيين من سلاح المقاومة، وصناعة نفور داخلي كان يمكن تفاديه. إن وضوح الرؤية، وتأكيد الهوية الوطنية الجامعة، هو السبيل لتعطيل قدرة إسرائيل وأدواتها على التحريض، ولتحويل المعركة من مواجهة طائفية ضيقة إلى مشروع وطني جامع يفتح أفق التحرر وبناء الدولة العادلة.
خامسا
العلاقة مع الدولة السورية يجب ان تكون هادئة وغير مرتبطة بتنسيق عبر دول اخرى سواء الاميركيين او السعوديين. فالعدو واحد والمصالح مشتركة بعيدا عمن يحكم دمشق.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5