فضيحة لوجستية تهز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية

2025.08.16 - 08:54
Facebook Share
طباعة

في مفارقة لافتة، كشفت صحيفة معاريف العبرية أن الجيش الإسرائيلي، الذي يفاخر بتحقيق انتصارات كبرى في غزة وإيران وسوريا، يواجه إخفاقات صادمة داخل قواعده التدريبية، حيث عجز عن مواجهة موجة الحر الأخيرة وانهيار أنظمة الكهرباء والتكييف، الأمر الذي وصفه مراقبون بـ"الثورة الهادئة" التي يقودها رئيس الأركان إيال زامير لإعادة بناء الجيش من الداخل.

"جيش قوي بلا بنية تحتية"

التقرير أشار إلى أن سنوات من تقليص الموارد والقوى البشرية في الوحدات التقليدية – مثل المدرعات والمشاة والهندسة القتالية – تركت الجيش مكشوفًا أمام أزمة داخلية، خصوصًا مع زيادة أعداد المجندين بعد حرب "السيوف الحديدية" في غزة.


ورغم مضاعفة أعداد المتدربين في قواعد كبرى مثل "شيزافون" و"ساييريم"، فإن البنية التحتية لم تواكب هذا التوسع، ما دفع الجيش إلى حلول مؤقتة كالمباني والخيام المكيّفة، التي انهارت بدورها تحت ضغط الحرارة القياسية التي وصلت إلى 50 درجة مئوية.

فشل إداري وبيروقراطية خانقة

المعضلة لم تتوقف عند الكهرباء والمكيفات، بل امتدت إلى أزمة في توفير الطعام والبنية الأساسية. فالتقرير أوضح أن هيئة التكنولوجيا واللوجستيات عاجزة عن مواكبة متطلبات التوسع، فيما تضيف البيروقراطية العسكرية مزيدًا من التعقيد، حيث انشغل الجيش بإقناع الحاخامية العسكرية بالسماح بأعمال صيانة الكهرباء في أيام السبت، بدلًا من إيجاد حلول عملية عاجلة.

صورة الجيش أمام الداخل والخارج

المفارقة التي أبرزها المراسل العسكري آفي أشكنازي تكمن في أن الجيش الإسرائيلي، الذي نجح – بحسب الرواية العبرية – في تدمير المشروع النووي الإيراني خلال 12 يومًا، وهزيمة حزب الله، وتدمير مستودعات الجيش السوري، لا يستطيع في الوقت ذاته تشغيل مكيف هواء أو تقديم وجبة ساخنة لجنوده في قواعد التدريب.


هذا التناقض بات يُحرج المؤسسة العسكرية أمام الرأي العام الداخلي، ويضع رئيس الأركان إيال زامير في مواجهة "ثورة هادئة" لإعادة الاعتبار للقوات البرية والوحدات الميدانية، بعدما همّشتها عقود من الاعتماد على الوحدات التكنولوجية والاستخباراتية.

ردود فعل داخلية وانتقادات سياسية

الأزمة لم تمر بهدوء داخل إسرائيل؛ فقد انتقد نواب من المعارضة ما وصفوه بـ"انكشاف فاضح" لضعف البنية التحتية العسكرية، معتبرين أن الفشل في حماية الجنود من موجة الحر يوازي خطأً استراتيجياً في إدارة الحرب. فيما حذر خبراء عسكريون من أن استمرار هذه الثغرات قد ينعكس سلبًا على معنويات الجنود، ويقوّض قدرة الجيش على الصمود في مواجهات طويلة الأمد.


وفي الكنيست، طالبت بعض الأصوات بإجراء تحقيق عاجل حول "سوء الإدارة" في هيئة التكنولوجيا واللوجستيات، بينما دافع مسؤولون في الحكومة عن الجيش، معتبرين أن ما يجري هو جزء من "مرحلة انتقالية مؤقتة" ستنتهي مع إتمام عملية إعادة الهيكلة التي يقودها زامير.

أزمة الجيش الإسرائيلي بعد حرب غزة

منذ اندلاع حرب غزة قبل نحو عامين، دخل الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف غير مسبوقة. فبينما يسعى لتعزيز ردعه الإقليمي وإعادة بناء صورته كـ"جيش لا يُقهر"، يجد نفسه أمام تحديات داخلية بنيوية، تكشف هشاشة مؤسساته اللوجستية وضعف جاهزيته للتعامل مع أبسط الأزمات.
وبحسب مراقبين، فإن هذه الأزمة قد تتحول إلى نقطة انعطاف في مسار الجيش، وتفرض على القيادة العسكرية إعادة ترتيب أولوياتها بين استعراض القوة في الخارج وضمان صمود البنية التحتية والجنود في الداخل.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 7