أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا ستعرض موقفها بوضوح خلال المفاوضات المزمع عقدها مع الولايات المتحدة في ولاية ألاسكا.
وفي تصريح لقناة "روسيا 24" اليوم الجمعة، قال لافروف: "لدينا موقف واضح ومفهوم، وسنعرضه.. بُذلت جهود كبيرة لتوضيح موقف روسيا خلال زيارات المبعوث الأمريكي، ونأمل في مواصلة هذا الحوار البناء".
ووصل لافروف برفقة السفير الروسي لدى واشنطن، ألكسندر دارشيف، إلى ألاسكا تحضيرًا للقمة الروسية الأمريكية المقررة اليوم، والتي تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. ومن المقرر أن تبدأ اللقاءات الساعة العاشرة مساءً بتوقيت موسكو، وتشمل محادثات ثنائية أولًا، تليها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين.
ويشارك في الوفد الروسي إلى جانب لافروف كل من أندريه بيلوسوف وزير الدفاع، أنطون سيلوانوف وزير المالية، والممثل الخاص للرئيس للتعاون الاستثماري والاقتصادي مع الدول الأجنبية كيريل دميترييف.
وسيُفتتح اللقاء بكلمات قصيرة للرئيسين قبل بدء المباحثات، يعقبها مؤتمر صحفي مشترك. ومن المتوقع أن تتصدر الأزمة الأوكرانية والعلاقات الثنائية جدول الأعمال.
تأتي قمة ألاسكا في ظل توترات متصاعدة بين روسيا والولايات المتحدة على عدة ملفات، أبرزها الأزمة الأوكرانية، العقوبات الاقتصادية، والتوسع العسكري للناتو بالقرب من الحدود الروسية. تعتبر هذه القمة فرصة نادرة لإجراء حوار مباشر بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، بعد سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية غير المباشرة والمراسلات عبر المبعوثين.
يحمل الوفد الروسي رسالة واضحة تتمثل في الدفاع عن مصالح روسيا الإقليمية والدولية، خصوصًا في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، مع محاولة تهدئة التصعيد في الملفات التي تشكل توترًا مباشرًا مع واشنطن. بينما تسعى الولايات المتحدة لتأكيد دعمها لأوكرانيا وفرض ضغوط على موسكو في القضايا الأمنية والاقتصادية.
اللقاء في ألاسكا يمثل اختبارًا لقدرة الطرفين على تحويل الحوار الدبلوماسي إلى نتائج عملية، وسط توقعات بأن تكون المباحثات الأولية صعبة، لكن ضرورية لتحديد ملامح العلاقات الثنائية في المرحلة القادمة. كما يشير مراقبون إلى أن أي اختراق في هذه القمة قد يؤثر على ملفات عالمية أخرى، منها التجارة الدولية، الأمن السيبراني، والملف النووي الإيراني.